اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 302
"كرب إيل" وأن ظفار كانت عاصمة لهم [1]، وأن اسمهم قد جاء في ألقاب "عيزانا" ملك أكسوم، حيث نقرأ في لقبه "ملك أكسوم وحمير وريدان وحبشة والسبئيين وصلح وتهامة2"، ومن الغريب أن الكتاب المسيحيين والبيزنطيين إنما عدوهم من القبائل الحبشية[3].
وقد شغل الحميريون في الكتب العربية صفحات، ربما كانت أكثر مما شغلته بقية دول العربية الجنوبية مجتمعة، وقد نسبوهم إلى "زيد" الذي لقبوه "حمير" ثم جعلوه ابنا لسبأ، فهو -فيما يزعمون- "حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان"[4]، وأنه أول من توج بالذهب، وقد ورث أباه في عرشه- ولمدة خمسين عامًا على رأي، وخمسة وثمانين على رأي أخر- وأنه في أثناء ذلك مد حكمه إلى حدود الصين، كما أخرج ثمودًا من اليمن إلى الحجاز، وأنه عاصر الخليل عليه السلام "أو على الأقل هو في درجته من النسب"، ومن ثم فهو الذي سير جرهما إلى الحرم وأرض الحجاز، حيث التقوا بهاجر وولدها إسماعيل الذي تزوج منهم، وهكذا ذهب بعض الإخباريين إلى أنه إنما كان قبل عاد وثمود بدهور طويلة، فضلا عن أنه هو الذي بنى سد مأرب، أو أكمله بعد أبيه سبأ، ثم مات بعد عمر طال إلى ثلاثة قرون كاملة، تاركًا وراءه بنين كثيرين، وإن رأى البعض أنهم ستة تفرعت منهم قبائل حمير، والتي لم يربط الود بينها، بقدر ما دقت طبول الحرب، ويضيف البعض إلى ذلك، أنه لما مات وثب أخوه "كهلان" على الملك فاغتصبه، ولكن أبناء حمير سرعان ما استردوه، ومن ثم فقد بقيت "كهلان" على الحدود، فيما يلي الصحراء[5]. [1] Ei, 2, P.310
2 فريتز هومل: التاريخ العربي القديم ص108. [3] Ei, 2, P.310 [4] ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 157، ابن حزم: المرجع السابق ص329، 432، تاريخ ابن خلدون 2/ 50، تاريخ اليعقوبي 1/ 195، مروج الذهب 1/ 48، المعارف ص271، ياقوت 2/ 306-307، أبو الفداء 1/ 66. [5] تاريخ ابن خلدون 2/ 47، الإكليل 1/ 98-2-1، تاريخ اليعقوبي 1/ 59، تفسير روح المعاني 22/ 126، ملوك حمير وأقيال اليمن ص12-18، محمد مبروك نافع: المرجع السابق ص66، وقارن: تفسير البيضاوي 2/ 259، تفسير القرطبي 14/ 486، تفسير الفخر الرازي 25/ 251، تفسير الطبري 22/ 78-80.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 302