اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 151
هذه هي القصة التي تدور حول الحيين العربيين طسم وجديس -وهي فيما نظن- لا تعدو أن تكون واحدة من القصص الشعبي، ومن الغريب أن القصة تكاد أن تكرر نفسها بين العرب واليهود في المدينة[1]، فضلا عن شبه قريب بينها وبين قصص أخرى يرويها الأخباريون عن ملوك اليمن، وعن ولعهم بالنساء، وفعل المنكر فيهن، ومنها واحدة تتصل بملكة سبأ "بلقيس[2] صاحبة سليمان عليه السلام" وأخرى عن "عتودة" مولى أبرهة الحبشي[3].
أضف إلى ذلك أن القصة تصور القوم وكأنهم لا يثورون على هذا الوضع الدنيء، إلا بعد أن ظهرت "عفيرة" ودمها يسيل، وقد شقت ثوبها من قدام ومن خلف، فيغضب أخوها -كما غضب أخو فضلاء في يثرب- ويقبل "عملوق" ملك طسم، هذا إلى جانب أن القصة تصور المرأة -وليس الرجل- هي التي تأنف من العار وتأبى الذل، وتحرض الرجال على الانتقام للعرض المستباح، ومن ثم فإننا نرى "عفيرة" تقول:
لا أحد أذل من جديس ... أهكذا يفعل بالعروس
يرضى بذا يا يقوم بعل حر ... أهدى وقد أعطى وثيق المهر
ولو أننا كنا رجالا وكنتم ... نساء لكنا لا نقر بذا الفعل
فموتوا كرامًا وأميتوا عدوكم ... ودبوا لنا الحرب بالحطب الجزل
وإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه ... فكونوا نساء لا تعاب من الكحل
ودونكم طيب النساء فإنما ... خلقتم لأثواب العروس وللنسل4 [1] وفاء الوفا 1/ 115-126-129، ابن الأثير 1/ 656-658، الاشتقاق 1/ 29، 270، ياقوت 2/ 242، 5/ 84-87، أبو الفداء 1/ 123، المقدسي 1/ 179-180، ابن خلدون 2/ 2870289، الأغاني 29/ 96-7-، إسرائيل ولفنسون: تاريخ اليهود في بلاد العرب ص56. [2] ابن الأثير 1/ 232-233، تاريخ الخميس ص276. [3] تاريخ الطبري 2/ 128-129، ابن الأثير 1/ 423-423.
4 ابن الأثير 1/ 233.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 151