اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 146
[2]- ثمود:
تكاد تجمع الكتب العربية على أن ثمودًا[1] إنما كان مقامها بالحجر إلى وادي القرى بين الحجاز والشام[2]، على أن ارتباطها بعاد يقتضي تقاربهما في المكان، ولذا ذهب الأخباريون إلى أن ثمودًا إنما كانت باليمن قديمًا، فلما ملكت حميرًا أخرجوها إلى الحجاز[3]، ولسنا في حاجة إلى التدليل الآن على خطأ هذا الاتجاه، فذلك أمر سبق لنا مناقشته في كتابنا "دراسات في التاريخ القرآن".
وعلى أي حال، فإن الدراسات الحديثة تثبت أن الثموديين قد عاشوا في شمال الجزيرة العربية منذ أعماق التاريخ، وتركوا لنا آثارًا ونقوشًا في كل مكان من هذه الأرضين، التي تمتد من الجوف شمالا إلى الطائف جنوبًا، ومن الأحساء شرقًا إلى يثرب فأرض مدين غربًا، ومن المسالك المؤدية إلى العقبة والأردن وسورية، وحتى في أرض حضرموت من جنوب الجزيرة، وإن ذلك لدليل على أن الثموديين كانوا في يوم ما السكان الأصليين لشمال شبه الجزيرة العربية[4].
وليس من شك في أن قصة ثمود أوضح بكثير من قصة عاد، فمنذ القرن الثامن [1] قدم المؤلف دراسة مفصلة عن "قوم ثمود" في كتابه "دراسات في التاريخ القرآني" شغلت الفصل السابع من الجزء الأول، ناقش فيها المؤلف الموضوعات التالية: [1]- أصل الثموديين [2]- ثمود في الكتابات القديمة [3]- ثمود في القرآن الكريم 4- عصر قوم صالح عليه السلام 5- النقوش الثمودية 6- المجتمع الثمودي. [2] ابن كثير [1]/ 130، أبو الفداء [1]/ 12، الطبري [1]/ 226-227، ابن الأثير [1]/ 89، مروج الذهب [2]/ 14، نهاية الأرب 13/ 71، البكري [2]/ 426، المحبر ص384، المعارف ص14، ياقوت [2]/ 221، تاريخ الخميس ص84. [3] جرجي زيدان: المرجع السابق ص67 مبروك نافع: المرجع السابق ص36. [4] أحمد حسين شرف الدين: المرجع السابق ص61.
الثانية[1]، وأن عادًا الأولى إنما هم عاد إرم الذين كانوا يسكنون الأعمدة التي تحمل الخيام[2]، وأن عادًا الثانية إنما هم سكان اليمن من قحطان وسبأ وتلك الفروع، وربما كانوا هم ثمود[3]. [1] مروج الذهب 2/ 11، وانظر: ابن كثير، حيث يرى أن ما ورد في سورة الأحقاف كان عن عاد الثانية، وغير ذلك كله عن عاد الأولى "البداية والنهاية 1/ 130". [2] ابن كثير 1/ 125. [3] عبد الوهاب النجار: قصص الأنبياء ص53.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 146