اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 125
وعلى أي حال، فإن الألولسي يذهب إلى أن لفظ العرب، إنما يطلق أصلا لقوم جمعوا عدة صفات، منها أن لسانهم كان العربية، ومنها أنهم كانوا من أولاد العرب، ومنها أن مساكنهم كانت بأرض العرب حتى ظهور الإسلام، ثم تفرقوا بعد ذلك في البلاد التي دانت بعقيدة التوحيد وبرسالة محمد -صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ[1]- ويذهب آخرون إلى أن كل من سكن جزيرة العرب ونطق بلسان أهلها، فهم العرب، سموا عربًا باسم بلدهم العربات[2].
هذا وقد اختلفت الآراء كذلك في معنى كلمة "عرب" ومصدر اشتقاقها، فبينما ذهب البعض إلى أن أصل الكلمة ما يزال غامضًا[3]، ذهب آخرون إلى أنها مشتقة من الفعل "يعرب"، بمعنى يفصح في الحديث، ومن ثم فقد أصبحت تدل على العرب لفصاحتهم[4]، إلا أن هناك من يعارض هذا الاتجاه ويرى أن العكس هو الصحيح، وأن الفعل "يعرب" هو الذي اشتق من كلمة "عرب"، ذلك أن المرء عندما يعبر عن أفكاره باللسان، فإنه إنما يعبر عن رأيه[5].
على أن هناك من يذهب إلى أن كلمة "عرب" إنما هي مشتقة من أصل سامي قديم بمعنى "الغرب"[6]، وأن القاطنين في بلاد الرافدين هم الذين أطلقوا عليهم هذا الاسم، لأنهم يقيمون في البادية الواقعة إلى الغرب من العراق، والتي كان يطلق عليها "أرض عربي"[7]، غير أن هناك من يرى أن العرب كانوا يستخدمون هذا الاسم إذا ما تحدثوا عن أنفسهم، ومن ثم فليس من المعقول أن يسمي قوم أنفسهم باسم يدل على موقعهم بالنسبة إلى غيرهم من الشعوب المجاورة[8].
والرأي عندي أن ذلك ليس صحيحًا، فالأموريون، كما نعرف، كان قد أطلق [1] انظر: السيد محمود شكري الألوسي: بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، "ثلاثة أجزاء" القاهرة 1942م. [2] ياقوت الحموي: معجم البلدان، بيروت 1957، الجزء الرابع ص7. [3] برنارد لويسك العرب في التاريخ، ترجمة نبيه فارس، ومحمود يوسف بيروت 1954 ص9. [4] محمود شكري الألوسي: المرجع السابق ص8. [5] المزهر 1/ 35، 209، لسان العرب 1/ 588. [6] أحمد فخري: اليمن ماضيها وحاضرها ص13. [7] A. Grohmann Ei, Article Al-Arab P.525 [8] برنارد لويس: العرب في التاريخ ص9، عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص75.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 125