اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 121
الفصل الرابع: لفظة العرب مدلولها وتطورها التاريخي
لعل من الأفضل هنا أن نحدد معنى كلمة "عربي" وأصولها، تلك الكلمة التي تضاربت فيها آراء المفسرين، ولم يتفقوا على رأي واحد بشأنها، حتى أدلى بعضهم برأي أو بآخر، لا يعدو أن يكون مجرد حدس أو تخمين، فما هي المادة التي اشتقت منها كلمة عربي إذن؟، وما هو أقدم ذكر لها؟ وهل سمي سكان بلاد العرب أنفسهم عربًا؟ ومتى كان ذلك؟
إن علماء العربية أنفسهم حيارى في تعيين أول من نطق بالعربية، فبينما ذهب فريق إلى أن "يعرب بن قحطان" كان أول من أعرب في لسانه، وتكلم بهذا اللسان العربي، وأول من انعدل لسانه عن السريانية إلى العربية[1]، لأنه "أول من سجع في العربية الواسعة، ونطق بأفصحها وأبلغها وأوجزها، والعربية منسوبة إليه مشتقة من اسمه"[2]، ولكنهم في نفس الوقت يجعلون العربية لسان أهل الجنة، [1] أبو الفداء 1/ 66، المزهر في علوم اللغة 1/ 31-32، تاج العروس 1/ 371، 2/ 437، نهاية الأرب 14/ 339، المعارف ص13، المقدسي 3/ 174، خلاصة الوفا ص161، الإكليل 1/ 116، ياقوت 3/ 96-98، روح المعاني 12/ 172، ثم قارن: تفسير المنار 8/ 495، حيث يذكر رواية مرفوعة لابن عباس تذهب إلى أن هودًا كان أول من تكلم العربية، وأنه قد ولد له أربعة: قحطان ومقحط وقاحط وفالغ، فهو إذن أبو مضر، وقاحط وفالغ، فهو إذن أبو مضر، وقحطان أبو اليمن، ثم انظر: روح المعاني 8/ 154، السمهودي: وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى -الجزء الأول- القاهرة 1326هـ، ص122". [2] عبد الملك بن قريب الأصمعي: تاريخ العرب قبل الإسلام، بغداد 1959 ص8، لسان العرب 1/ 587، روح المعاني 2/ 172، عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص75، ثم قارن: وفاء الوفا 1/ 122-114.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 121