قال: «أنتم الشِّعار والناس الدِّثار. أما ترضَوْن أن يذهب الناس بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دياركم؟» قالو: بلى. قال: «الأنصار كَرِشي وعَيْبتي، لو سلك الناس وادياً وسلكتِ الأنصار شِعباً لسلكتُ شعبهم، ولولا الهجرة لكنت أمرأً من الأنصار» . كذا في البداية.
صفة الأنصار رضي الله عنهم
أخرج العسكري في الأمثال عن أنس رضي الله عنه قال: قُدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال من البحرين، فتسامعت به المهاجرون والأنصار. فغَدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر حديثاً طويلاً، وفيه: وقال للأنصار: «إنكم - ما علمتُ - تكثرون عند الفزع، وتقلّون عند الطمع» . كذا في كنز العمال.
وأخر البزار عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم «إقرأ قومك السلام، وأخبرهم أنهم ما علمتهم أعِفَّةٌ صُبُرٌ» : قال الهيثمي وفيه محمد بن ثابت البُناني وهو ضعيف. وسيأتي ذلك من وجه آخر عن أنس. وأخرجه أبو نُعيم عن أنس رضي الله عنه كما في الكنز. قال دخل أبو طلحة رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم في شكواه الذي قُبض فيه. فقال: «إقرأ قومك السلام، فإنهم أعِفَّةٌ صُبُرٌ» . وأخرج الحاكم وقال: صحيح الإِسناد، ولم يخرِّجاه. ووفقه الذهبي فقال: صحيح.