قالت: أوَ تزني الحرة؟ قال: «ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق» . قالت: وهل تركت لنا أولاداً نقتلهم؟. قال: فبايعته، ثم قالت له - وعليها سواران من ذهب -: ما تقول في هذين السوارين؟ قال: «جمرتان من جمر جهنم» . قال الهيثمي: وفيه: من لم أعرفهن. وأخرجه ابن أبي حاتم مختصراً كما في ابن كثير. وقال في الإِصابة وقصَّتها - في قولها عند بَيْعة النساء: «وأن لا يسرقن ولا يزنين» . فقالت: وهل تزني الحرة؟، وعند قوله: «ولا يقتلنَ أولادهنَّ» وقد ربيناهم صغاراً وقتلتهم كباراً - مشهورةٌ. ومن طرقه ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح مرسلٌ عن الشَّعْبي وعن ميمون بن مِهْران، ففي رواية الشَّعْبي: «ولا يزنين» . فقالت هند: وهل تزني الحرة؟ «ولا تقتلن أولادكنَّ» ، قالت: أنت قتلتهم. وفي رواية نحوه، لكن قالت: وهل تركت لنا ولداً يوم بدر؟.
وأخرح ابن مَنْدَه وفي أوله: إني أريد أن أبيع محمداً. قال: قد رأيتك تكفرين. قالت: إي والله، والله ما رأيت الله تعالى عُبِد حقَّ عبادته في هذا المسجد قبل الليلة، والله: إن باتوا إلا مصلين قياماً وركوعاً وسجوداً. قال: فإنك قد فعلت ما فعلت، فاذهبي برجل من قومك معك. فذهبت إلى عمر رضي الله عنه، فذهب معها فاستأذن لها، فدخلت وهي مُتنقِّبة - فذكر قصة البَيْعة. وفيه عن مرسل الشَّعبي المذكور: قالت هند: قد كنت أفنيت من مال أبي سفيان. فقال أبو سفيان: ما أخذت من مالي فهو حلال. انتهى مختصراً.