اسم الکتاب : حركة التجديد والإصلاح في نجد المؤلف : العجلان، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 189
علموا أن الشيخ استقر ومنع ونصره"[1]وقال رحمه الله: "وأهل الدرعية يومئذ في غاية الضعف وضيق المؤنة"2
وفي مجال رعاية إمام الدعوة للمهاجرين وتخفيف المعاناة عنهم ومحاولة توفير ما يحتاجونه وما يقدمه من جوائز للوفود كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. يقول ابن بشر رحمه الله: "وكان الشيخ رحمه الله لما هاجر إليه المهاجرون يتحمل الدين الكثير في ذمته لمؤنتهم وما يحتاجون إليه وفي حوائج الناس وجوائز الوفود إليه من أهل البلدان والبوادي ذكر لي أنه حين فتح الرياض وفي ذمته أربعون ألف محمدية فقضاها من غنائمها. وكان لا يمسك على درهم ولا دينار، وما أتى إليه من الأخماس والزكاة يفرقه في أوانه. وكان يعطي العطاء الجزيل بحيث إنه يهب خمس الغنيمة العظيمة لاثنين أو ثلاثة"3
وإذا كان الإمام محمد بن سعود قد توفي رحمه الله عام 1179هـ ونجد لا تزال تغلي فيها حركة الجهاد مع المعارضة في أقاليم نجد، فقد أكمل البناء وأتمه ولي عهده وإمام المسلمين من بعده الإمام عبد العزيز بن محمد رحمه الله بمؤازرة الإمام محمد بن عبد الوهاب وتوجيهه. يقول صاحب عنوان المجد: "وما يجيء إلى الدرعية من دقيق الأشياء. وجليلها تدفع إليه – أي إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب- بيده ويضعها حيث يشاء. ولا يأخذ عبد العزيز ولا غيره من ذلك شيئا إلا عن أمره. بيده الحل والعقد والآخذ والإعطاء والتقديم والتأخير ولا يركب جيش ولا يصدر رأي من محمد وابنه عبد العزيز إلا عن قوله ورأيه. فلما فتح الله الرياض واتسعت ناحية الإسلام وآمنت السبل وانقاد كل صعب من باد وحاضر، جعل الشيخ الأمر بيد عبد العزيز وفوض أمور المسلمين وبيت المال إليه. وانسلخ منها ولزم العبادة وتعليم العلم ولكن [1] الشيخ عثمان بن بشر ج 1 ص 12.
2 المرجع السابق ص 13.
3 عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ج 1 ص 15.
اسم الکتاب : حركة التجديد والإصلاح في نجد المؤلف : العجلان، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 189