اسم الکتاب : تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء المؤلف : الصابئ، هلال بن المحسن الجزء : 1 صفحة : 93
وأضيف إلى هذا المال الوظيفة التي على حامد وترد في كل شهر وهو عشرون ألف دينار فيكون ذلك بإزاء مال القسط الأول. فتأبيا ساعةً، ولم يفارقهما حتى استجابا. فقال لي علي بن عيسى: كيف رأيت؟ قلت: ومن يفي بهذا غير الوزير؟ قال: وكان علي بن عيسى إذا حل المال وليس له وجه استسلف من التجار على سفاتج وردت من الأطراف لم تحل عشرة آلاف دينار بربح دانق ونصف فضة في كل دينار، يلزمه في كل شهر ألفان وخمسمائة درهم أرباحاً، فلم يزل هذا الرسم جارياً على يوسف بن فنحاس وهارون ابن عمران ومن قام مقامهما مدة ست عشرة سنة. وحدث أبو الحسين علي بن هشام قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو الحسن ابن الفرات قال: دخل علي المقتدر بالله يوماً وأنا في حبسه، والوزير إذ ذاك حامد ابن العباس فقال لي: أتعرف الحسن بن محمد الكرخي؛ فقلت: نعم. قال: أي إنسان هو؟ قلت: عامل، وله محل من الصناعة، وهو من صنائعي ووجوه عمالي، وقد تقلد لعبيد الله بن سليمان قبلي، وهو أخو القاسم بن محمد الكرخي، ومن بيت معروف. فقال: قد كتب إلي يخطب الوزارة ويضمن حامداً وعلي بن عيسى. فقلت له: ولا كل هذا يا أمير للمؤمنين. وإنما أطعمه فيما طلبه بلوغ حامد من مثله ما بلغه. ولعمري إن الأمر قد وهن بحامد، وإن هذا الرجل أجود حساباً
اسم الکتاب : تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء المؤلف : الصابئ، هلال بن المحسن الجزء : 1 صفحة : 93