responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء المؤلف : الصابئ، هلال بن المحسن    الجزء : 1  صفحة : 252
الوزير والإهتمام بأمره، وسلم إليه الخط بالقبض. فأظهر العباس إنكاراً لفعله وقال له: عجلت إلى ما وجب أن تتوقف عنه، وتعرفني ذلك وعزمك فيه. وأورد جميلاً كثيراً فيما خاطبه به. ولما لم يجد العباس طريقاً إلى ما هم به في أبي الحسن بن الفرات عدل إلى الإقبال عليه والتفويض إليه. وعاد المكتفي بالله من سفره بعد أن ضاقت صدور أصحابه وندمائه من طول مقامه وشدة البرد الذي يلاقونه والقشف الذي يقاسونه، وقال يحيي بن علي المنجم أحد جلسائه:
قالوا لنا إن في القاطول مشتانا ... ونحن نأمل صنع الله مولانا
والناس يأتمرون الرأي بينهم ... والله في كل يوم محدثٌ شانا
وغني للمكتفي بذلك، فسأل عن قائله فقيل: يحيى بن علي المنجم. فأمر بالرحيل إلى بغداد وشكر الناس يحيى بن علي على شعره. ولما حصل العباس بن الحسن بالحضرة وعاود محمد بن داود ومحمد بن عبدون وعلي بن عيسى الوقيعة في أبي الحسن بن الفرات والاغراء به، والإطماع فيه، والكلام على حاله.
قال أبو عبد الله زنجي: وحضرت مع أبي الحسن في دار العباس، فوجدناه جالساً مجلسه، والجماعة المذكورون بين يديه، إذ نهض وأقام الكتاب على انتظاره، وخرج كاتبه فاستدعى أبا الحسن، فدخل إليه، ولم يشك الحاضرون أنه يقبض عليه. وقال أبو عبد الله: واشتد إشفاقي، وزاد خوفي، وتأخر عنده طويلاً. والقوم متشوقون إلى علم ما جرى في أمره. ثم خرج العباس وأبو الحسن معه، وقعد

اسم الکتاب : تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء المؤلف : الصابئ، هلال بن المحسن    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست