responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء المؤلف : الصابئ، هلال بن المحسن    الجزء : 1  صفحة : 217
يكثر الجلوس إلى جانبي في دار أبي العباس أحمد بن محمد بن الفرات يحادثني، فاتفق أن جلس يوماً على رسمه، واستمددت من الدواة فترشش من ذلك المداد على ثيابه، فأخذ قلماً من دواتي وقرطاساً من بين يدي وكتب إلى أبي العباس:
يا سيدي ومؤملي ... في كلّ حادثةٍ وريب
لك كاتب شاب الكتا ... بة بالبلاغة أيّ شوب
فإذا جلست بجنبه ... جعل اسمه صبغاً لثوبي
يعني زنجي فضحك أبو العباس مما كتب به، وأمر فحملت إليه عدة أثواب من دبيقي وقصب وغير ذلك.
قال أبو القاسم: حدثني عمي أبو الطيب أحمد بن إسماعيل قال: كان معنا في الديوان خازن شيخ قد خزن في الدواوين في سر من رأى، يعرف بجعفر الحرامي، فكان يقول كثيراً: ما استطعت ألا تبيت مغموماً فافعل فكنت أسمع هذا الكلام منه صفحاً. فلما كان بعد مدة، وأنا أكتب بين يدي أبي العباس أحمد ابن محمد بن الفرات وأخفف عنه. جاءني رجل من التناء بالسواد، ومعه توقيع بنقل مقاسمة بيدر له من رسم ثقيل إلى رسم خفيف، ذكر أن أبا القاسم عبيد الله بن سليمان وقع له به، وتوقيع أبي العباس ابن الفرات فيه بالعمل على موجبه. فاستربت بالتوقيع فشككت في صحته، وبذل لي مائة دينار على إمضائه، وكتب الكتاب بمقتضاه. ففعلت وأخذت المائة دينار وتسلم الكتاب فلما كان الليل وأويت إلى فراشي اجتهدت في النوم فامتنع علي، وذكرت ما عملته وتجوزت فيه؛ فضاق صدري، وساء ظني، وقلت: هذا الذي كان يحذرني منه جعفر الحرامي، وندمت على

اسم الکتاب : تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء المؤلف : الصابئ، هلال بن المحسن    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست