اسم الکتاب : تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء المؤلف : الصابئ، هلال بن المحسن الجزء : 1 صفحة : 135
الناصح، وهو وطأ لك الأمر، وأقامك في الخلافة وهو.. وهو ... فيقول: نعم. ويقربني ويقدمني، ثم يقف غداً بين يديه رجل فيقول: قد سرق ابن الفرات الأموال، ونهب الأعمال، وفعل وصنع. والوجه أن يقبض عليه ويصرف ويقيد ويحبس، ويقلد وزير آخر. فيقول: نعم. ويفعل ذلك بي. ثم يعاود ويقال له: لا يجوز أن يوحش ابن الفرات ويستبقى، ولا يؤمن أن يستفسد ويترك، والصواب قتله، فيقول: افعلوا. فأهلك. قال: واستشعر هذا فكان على ما قدره. وقد توارت هذه الحكاية عن جماعة عنه. ومما ذكر عن ابن الفرات أنه كان يقول: تمشية أمور السلطان على الخطأ خير من وقوفها على الصواب. ويقول أيضاً: إذا كانت لك حاجة إلى الوزير فاستطعت أن تقضيها بخازن الديوان أو كاتب سره فافعل، ولا تبلغ إليه فيها.
وحدث أبو محمد الحسن بن محمد الصلحي قال: حدثني أبو علي بن مقلة قال: كنت أكتب لأبي الحسن بن الفرات في التحرير أيام خلافته أبا العباس أخاه على ديوان السواد بجاري عشرة دنانير في كل شهر، ثم تقدمت حاله فأرزقني ثلاثين ديناراً في كل شهر، فلما تقلد الوزارة جعل رزقي خمسمائة دينار في الشهر، ثم أمر بقبض ما في دور القوم الذين بايعوا ابن المعتز. فحمل في الجملة صندوقان، فسألك هل علمتم ما فيهما؟ قالوا: نعم. جرائد بأسماء من يعاديك ويدبر في زوال أمرك. فقال: لا يفتحان. ثم دعا بنار، دعاءً كرره وصاح فيه، وأحضرها الفراشون
اسم الکتاب : تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء المؤلف : الصابئ، هلال بن المحسن الجزء : 1 صفحة : 135