اسم الکتاب : تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء المؤلف : الصابئ، هلال بن المحسن الجزء : 1 صفحة : 110
الجيش، فطمع في الوزارة، وسعى على العباس حتى قتله، وخلع أمير المؤمنين أعزه الله وأجلس عبد الله بن المعتز. فخفت أن يتم علي وعلى الدولة ما تم منه. قتال: ثم صحت، وأنا أعلم أن الخليفة يسمع: يا أمير المؤمنين، قد اجتمع هؤلاء يريدون قتلي خوفاً من علمي بمساوئهم، وما في ذممهم من الأموال التي تلزمهم، كما اجتمع الكتاب في أيام المتوكل جدك في نجاح بن سلمة حتى قتلوه، ولي عليك حق حرمة وخدمة، فاحرس نفسي. وبارك الله لك في مالي. قال: فما استوفيت القول حتى خرج الخدم وحملوني إلى موضعي، ولم أجتمع مع واحد منهم حتى جلست هذا المجلس.
وحكى أبو الحسن ثابت بن سنان أن أبا زنبور لم يقم من مجلسه الذي ناظر ابن الفرات فيه حتى قال له: إن أقررت على نفسك مصادرةً التزمت عنك خمسين ألف دينار. فلما خرج قال له علي بن عيسى ونصر الحاجب وابن الحواري: دخلت إلى الرجل لتناظره وخرجت من عنده وقد بذلت مرفقاً مصانعةً. فقال: نعم، أدخلتموني إلى رجل قال لي بعضكم لما دخلت إليه: أنظر لمن تخاطب وقال آخر: أنظر بين يديك وقال آخر الله الله في نفسك. فلم أجد أقرب إلى الصواب مما فعلته. قال: فلما تقلد ابن الفرات الثالثة قبض على ولد لأبي زنبور وأخذ خطه بخمسة وعشرين ألف دينار كانت واجبةً عليه للسلطان، وأخر مطالبته بها إلى أن وافى أبوه من الشام، ثم قال له وعدتني في المجلس الذي ناظرتني فيه بحمل خمسين ألف دينار، وقد كنت مالك أمرك في أن تفعل أو لا تفعل،
اسم الکتاب : تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء المؤلف : الصابئ، هلال بن المحسن الجزء : 1 صفحة : 110