responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 57
بدنباوند [1] ، فقتله.
ولم يسمع من أمور الضحّاك بشيء يستحسن، ولا نقل من أخباره ما يكتب غير شيء واحد. وهو أنّ بليّته [2] لما اشتدّت، وطالت أيّامه وتراسل وجوه الناس في أمره، وأجمعوا على المصير إليه من البلدان، وافى بابه العظماء والوجوه من النواحي والأقطار، وتناظروا في الدخول عليه والتأتّى له [3] واستعطافه، وأجمعوا على تقديم كابى الإصبهانى، وذلك لما رأوا من تحرّقه على ولديه، [14] وجرأته على الكلام. فلما اجتمعوا ببابه أعلم بمكانهم، فأذن لهم، فدخلوا يقدمهم كابى.
فمثل بين يديه، وأمسك عن السلام.
ثم قال:
- «أسلّم عليك سلام من يملك الأقاليم كلّها، أم سلام من يملك هذا الإقليم؟» فقال: «بل سلّم سلام من يملك الأقاليم كلّها، فإنّى ربّ الأرض.» فقال له كابى: «فإن كنت مالك الأقاليم كلّها، فما بالك خصصت بتحاملك ومؤنك [4] وإساءتك ناحية كذا؟ وهلّا قسمت أمر كذا بين الأقاليم؟» ثم عدّد أشياء، وجرّد له الصّدق، حتى انخزل [5] له الضحّاك وأقرّ، ووعد الناس بما يحبّون، وأمرهم بالانصراف ليتّدعوا [6] ، ثم يعودوا إليه ليقضى حاجاتهم.
وكانت له أم فاحشة بذيئة [7] جبّارة، وكانت تسمع كلامهم لمّا دخلوا عليه، فاغتاظت منهم وأنكرت إقراره للقوم. فكلّمت بيوراسب [8] منكرة عليه وقالت:
- «هلّا دمّرت عليهم وأمرت بهم؟»

[1] دنباوند، دمباوند، دباوند. دماوند: كورة من كور الرىّ. جبل عال جدّا، مستدير قرب الرىّ. سجن أفريذون بيوراسب في رأسه (مع) .
[2] مط: نكبته.
[3] تأتّى للأمر: ترفّق وأتاه من وجهه.
[4] المؤن: جمع مفرده: مؤنه: الشدّة والثقل.
[5] انخزل: انقطع. وفي مط: «تحرك» بدل «انخزل» .
[6] ليتّدعوا: لا توجد في مط. اتّدع: سكن واستقرّ.
[7] بذأ: فحش في قوله.
[8] مط: هوراسب.
اسم الکتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست