responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 461
وقال طلحة: «تدعني، فآتى البصرة، فلا يفجأوك إلّا وأنا في خيل.» وقال الزبير: «آتى الكوفة، فلا يفجأوك إلّا وأنا في خيل.» فقال: «حتى أنظر.» وسمع المغيرة بذلك المجلس.
ذكر رأى جيّد للمغيرة
فجاء المغيرة حتى دخل على علىّ- عليه السلام- فقال:
- «إنّ حولك من يشير ويرى، ولك علىّ حقّ الطاعة، وأنّ النصح رخيص، وأنت بقية الناس، [512] وأنا لك ناصح. واعلم أنّ الرأى اليوم تحوز [1] به ما في غد، وأن الضياع اليوم يضيع به ما في غد. أقرر معاوية على عمله، وأقرر ابن عامر على عمله، واردد عمّال عثمان عامك هذا، واكتب بإثباتهم على أعمالهم، فإذا بايعوا لك واطمأنّ الأمر عزلت من أحببت، وأقررت من أحببت.» فقال علىّ: «والله، لو كان ساعة من نهار لاجتهدت فيها رأيى [2] ، ولا ولّيت أمثال هؤلاء [ولا مثلهم يولّى [3]] ، وما كنت متخذ المضلّين عضدا [4] .» فقال المغيرة: «فإذ قد أبيت فاترك معاوية، فإنّ له جرأة، وأهل الشام يطيعونه، ولك حجّة في إثباته، كان عمر بن الخطّاب قد ولّاه الشام كلّها.» فقال علىّ: «لا والله لا أستعمله يومين.» فقام المغيرة وانصرف، ثم عاد إليه بعد ذلك، فقال:

[1] وفي الأصل ومط: تحور. وفي الطبري: تحرز (6: 3082) فأعجمنا الحرف الأخير بأمارة ما في الطبري.
[2] مط: رأيا.
[3] تكملة تطلّبها السياق وهي من الطبري 6: 3083.
[4] س 11 الكهف: 18.
اسم الکتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 461
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست