responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 388
وإذا هو على سرير من ذهب، على رأسه التاج.
قال: فمضيت كما أنا، ونكّست رأسى. فدفعت، ونهيت.
فقلت: «الرسل لا يفعل بهم هذا!» [425] فقالوا: «إنّما أنت كلب.» فقلت: «معاذ الله، لأنا في قومي أشرف من في قومه» .
فانتهرونى وقالوا:
- «اجلس!» .
فأجلسونى، ثم قال- وترجم لى قوله-:
- «إنّكم معشر العرب أبعد الناس من كلّ خير، أطول الناس جوعا، وأشقاهم شقاء، وأقذرهم قذرا، وأبعدهم دارا، وما منعني أن آمر هؤلاء الأساورة حولي أن ينتظموكم من النشاب بمثل شوك القنفذ، إلّا تنجّسا لجيفكم، فإنّكم أرجاس. فإن تذهبوا نخلّ عنكم، وإن تأبوا، نركم مصارعكم.» قال: فحمدت الله وأثنيت عليه، ثمّ قلت:
- «والله، ما أخطأت من صفتنا شيئا. إن كنّا لكذلك، حتى بعث الله إلينا رسولا، فوعدنا النصر في الدنيا، والجنّة في الآخرة. فوالله ما زلنا نتعرّف من ربّنا، منذ جاء رسوله، الفتح والنصر حتى أتيناكم. وإنّا والله لا نرجع إلى ذلك الشقاء أبدا، حتى نغلبكم على ما في أيديكم، أو نقتل بأرضكم.» فقال: «والله لقد صدقكم الأعور ما في نفسه.» فقمت [426] وقد أرعبت العلج. فأرسل إلينا العلج:
- «إمّا أن تعبروا إلينا، وإما أن نعبر إليكم.»

اسم الکتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست