responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 361
المزروعة المبقلة بالنبات، وعليه ما كانوا يعدّونه في الشتاء، إذا ذهبت الرياحين، وكانوا إذا أرادوا الشرب شربوا عليه، وكأنّهم في رياض، لأنّ الأرض- أرض البساط- مذهّب، ووشيه فصوص، وعليه قضبان الذهب، عليها أنوار من الذهب والفضة، وأوراق كذلك من حرير قد أجرى فيه ماء الذهب، وكانت العرب تسميه القطف [1] .
فلما قدم به على عمر جمع الناس، وخطبهم، واستشارهم في البساط، وأخبرهم خبره. فاختلف عليه الناس، فمن مشير بقبضه وآخر مفوّض إليه، وآخر مرقّق.
فقام علىّ عليه السلام فقال:- «لم تجعل [395] علمك جهلا، ويقينك شكّا؟ إنّك إن تقبله على هذا، اليوم، لم تعدم في غد من يستحلّ به ما ليس له.» فقال: «صدقتني ونصحتني.» فقطعه وقسمه. وأصاب عليّا قطعة منه باعها بعشرين ألفا، وما هي بأجود تلك القطع [2] .

[1] وفي الطبري: القطف، القطيفة (5: 2453) .
[2] وعند الطبري روايتان:
الاولى: ثمّ قسم [عمر] الخمس في مواضعه، ثم قال: أشيروا علىّ في هذا القطف! فأجمع ملأهم على أن قالوا: «قد جعلوا ذلك لك، فر رأيك» ، إلّا ما كان من علىّ، فإنّه قال: «الأمر كما قالوا، ولم يبق إلّا التروية، إنّك إن تقبله على هذا، اليوم، لم تعدم في غد من يستحقّ به ما ليس له» ، قال: «صدقتني ونصحتني» ، فقطعه بينهم. والثانية: فقام علىّ- حين رأى عمر يأبى- حتى انتهى إليه، فقال: «لم تجعل علمك جهلا، ويقينك شكّا؟
إنه ليس من الدنيا إلّا ما أعطيت فأمضيت، أو لبست فأبليت، أو أكلت فأفنيت» ، قال: «صدقتني ونصحتني» ، فقطعه، فقسمه بين الناس، فأصاب عليّا قطعة منه، فباعها بعشرين ألفا، وما هي بأجود تلك القطع. (الطبري 5: 2452) .
اسم الکتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 361
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست