responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف المؤلف : ابن الضياء    الجزء : 1  صفحة : 47
وتراب الْعين الْيُمْنَى يسيلان، وَإِن الْمَطَر لَا يزَال على هَذَا الْجَبَل فِي كل يَوْم من أَيَّام السّنة لَا يَنْقَطِع أصلا، وَلكنه فِي بعض الْأَوْقَات رشاش، وَإِن فِي كل جِهَة من جِهَات الْجَبَل الْأَرْبَع يَدُوم الْمَطَر فِي أَرض الْهِنْد ثَلَاثَة أشهر على ممر السنين وَالله أعلم.
فصل مَا جَاءَ فِي حج إِبْرَاهِيم وطوافه وأذانه فِي الْحَج
لما فرغ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام من بِنَاء الْبَيْت الْحَرَام جَاءَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَفِي رِوَايَة قَالَ: أَي ربّ قد فعلت فأرنا مناسكنا، أَي: أبرزها لنا وعلمناها، وَقيل: أرنا مناسكنا: مذابحنا، فَجَاءَهُ جِبْرِيل، فَقَالَ: طف بِهِ سبعا هُوَ وَإِسْمَاعِيل يستلمان الْأَركان كلهَا فِي كل طواف، وَكَانَ آدم يسْتَلم الْأَركان كلهَا قبل إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَلَمَّا أكملا سبعا صليا خلف الْمقَام رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: فَقَامَ مَعَه جِبْرِيل فَأرَاهُ الْمَنَاسِك كلهَا الصَّفَا والمروة وَمنى ومزدلفة وعرفة، فَلَمَّا دخل منى وَهَبَطَ من الْعقبَة تمثل لَهُ إِبْلِيس وَفِي رِوَايَة: بعث الله عز وَجل جِبْرِيل فحج بِهِ حَتَّى إِذا جَاءَ يَوْم النَّحْر عرض لَهُ إِبْلِيس عِنْد جَمْرَة الْعقبَة فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام: ارمه فَرَمَاهُ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام بِسبع حَصَيَات فَغَاب عَنهُ ثمَّ برز لَهُ عِنْد الْجَمْرَة السُّفْلى، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل: ارمه فَرَمَاهُ بِسبع حَصَيَات فَغَاب عَنهُ ثمَّ برز لَهُ عِنْد الْجَمْرَة الْوُسْطَى، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام: كبر وارمه فَرَمَاهُ بِسبع حَصَيَات مثل حَصى الْخذف فَغَاب عَنهُ إِبْلِيس وَفِي رِوَايَة: فَرَمَاهُ من الْغَد وَالْيَوْم الثَّالِث كَذَلِك ثمَّ مضى إِبْرَاهِيم فِي حجه وَجِبْرِيل يوقفه على المواقف ويعلمه الْمَنَاسِك حَتَّى انْتهى إِلَى عَرَفَات، فَلَمَّا انْتهى إِلَيْهَا قَالَ لَهُ جِبْرِيل: أعرفت مناسكك؟ قَالَ إِبْرَاهِيم: نعم. فسميت عَرَفَات بذلك، فَلَمَّا فرغ من الْحَج أَمر إِبْرَاهِيم أَن يُؤذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ وَفِي رِوَايَة: لما فرغ إِبْرَاهِيم من بِنَاء الْبَيْت قَالَ: يَا رب قد فرغت فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن أذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ، فَهَذِهِ الرِّوَايَة تَقْتَضِي أَن الْأَذَان قبل الْحَج، وَالرِّوَايَة الْمُتَقَدّمَة تخَالف ذَلِك فَلَمَّا أَمر أَن يُؤذن بِالْحَجِّ، قَالَ: يَا رب وَمَا يبلغ صوتي؟ فَقَالَ الله تَعَالَى: أذن وعليّ الْبَلَاغ وَفِي رِوَايَة: قَالَ: وَكَيف أَقُول؟ قَالَ: قل: يَا أَيهَا النَّاس أجِيبُوا ربكُم ثَلَاث مَرَّات فعلا إِبْرَاهِيم على الْمقَام فارتفع بِهِ حَتَّى صَار أرفع الْجبَال وأطولها وَفِي رِوَايَة: صعد أَبَا قبيس وَأذن بِالْحَجِّ، وَفِي رِوَايَة: علا على شبر وجمعت لَهُ الأَرْض يَوْمئِذٍ سهلها

اسم الکتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف المؤلف : ابن الضياء    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست