responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف المؤلف : ابن الضياء    الجزء : 1  صفحة : 283
الْعَزِيز إِذا عمل الْعَامِل الشَّجَرَة الْكَبِيرَة من الفسيفساء وَأحسن عَملهَا نفله ثَلَاثِينَ درهما، وَكَانَت زِيَادَة الْوَلِيد من الْمشرق سِتَّة أساطين، وَزَاد من الشَّام الاسطوانة المربعة الَّتِي فِي الْقَبْر الشريف أَرْبَعَة عشر إسطواناً، مِنْهَا عشرَة فِي الرحبة، وَأَرْبَعَة فِي السقايف الأولى الَّتِي كَانَت قبل، وَزَاد فِي الإسطوانة الَّتِي دون المربعة إِلَى الْمشرق أَربع أساطين، وَأدْخل بَيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد، وَبَقِي ثَلَاثَة أساطين فِي السقايف، وَجعل لِلْمَسْجِدِ فِي أَربع زواياه أَربع منارات، وَكَانَت الرَّابِعَة مطلة على دَار مَرْوَان، فَلَمَّا حج سُلَيْمَان بن عبد الْملك أذن الْمُؤَذّن فأطل عَلَيْهِ فَأمر بهَا فهدمت، وَأمر عمر بن عبد الْعَزِيز حِين بنى الْمَسْجِد بِأَسْفَل الأساطين فَجعل قدر ستْرَة اثْنَيْنِ يصليان إيها، وَقدر مجْلِس اثْنَيْنِ يستندان إِلَيْهَا، وَلما صَار إِلَى جِدَار الْقبْلَة دَعَا مشايخه من أهل الْمَدِينَة من قُرَيْش وَالْأَنْصَار وَالْعرب والموالي فَقَالَ: احضروا بُنيان قبلتكم، لَا تَقولُوا غير عمر قبلتنا فَجعل لَا ينْزع حجرا إِلَّا وضع حجرا. وَهُوَ أول من أحدث الشرافات والمحراب وَعمل بالميازيب من رصاص، وَلم يبْق مِنْهَا إِلَّا مِيزَابَانِ، أَحدهمَا فِي مَوضِع الْجَنَائِز، وَالْآخر على الْبَاب الَّذِي يدْخل مِنْهُ أهل السُّوق يَعْنِي بَاب عَاتِكَة، وَعمل الْمَقْصُورَة من سَاج، وَجعل لِلْمَسْجِدِ عشْرين بَابا وَكَانَ هَدمه لِلْمَسْجِدِ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمكث فِي بُنْيَانه ثَلَاث سِنِين، فَلَمَّا قدم الْوَلِيد بن عبد الْملك حَاجا جعل ينظر إِلَى الْبُنيان فَقَالَ حِين رأى سقف الْمَقْصُورَة: أَلا عملت السّقف مثل هَذَا؟ فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِذا تعظم النَّفَقَة جدا فَقَالَ: وَإِن كَانَ، وَكَانَت النَّفَقَة فِي ذَلِك أَرْبَعِينَ ألف مِثْقَال، وَلما استنفد الْوَلِيد النّظر إِلَى الْمَسْجِد الْتفت إِلَى أبان بن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: أَيْن بنياننا من بنيانكم؟ فَقَالَ: إِنَّا بنيناه بِنَاء الْمَسَاجِد وبنيتموه بِنَاء الْكَنَائِس. وَقَالَ الْحَافِظ محب الدّين: وخلا فِي بعض الْأَيَّام الْمَسْجِد فَقَالَ بعض الرّوم: لأبولن على قبر نَبِيّهم، فَنَهَاهُ أَصْحَابه فَلم يقبل فَلَمَّا هم اقتلع حجر فألقي على رَأسه فانتثر دماغه، فَأسلم بعض أُولَئِكَ النَّصَارَى، وَعمل أحدهم على رَأس خمس طاقات من جِدَار الْقبْلَة فِي صحن الْمَسْجِد صُورَة خِنْزِير فَظهر عَلَيْهِ عمر بن عبد الْعَزِيز فَأمر بِهِ فَضربت عُنُقه، وَكَانَ عمل القبط مقدم الْمَسْجِد، وَالروم مَا خرج من الصقف من جوانبه ومؤخره، وَأَرَادَ عمر بن عبد الْعَزِيز أَن يعْمل على كل بَاب سلسلة تمنع الدَّوَابّ، فَعمل وَاحِدَة فِي بَاب مَرْوَان، ثمَّ بدا لَهُ عَن الْبَوَاقِي، واقام الحرس فِيهِ يمْنَعُونَ النَّاس من الصَّلَاة

اسم الکتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف المؤلف : ابن الضياء    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست