responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 84
باليهود "70م" وتشتت شمل هؤلاء فدخل قسم كبير منهم بلاد العرب من جهة الشمال على الأغلب، بدليل أن عدة قبائل منهم كانت تقطن مدينة يثرب قبل الإسلام بقرون عديدة. ويعتقد أن ملوك حمير الذين غادروا اليمن إثر احتلال الأحباش لبلادهم، والتجئوا إلى يثرب قد تأثروا بالديانة اليهودية، غير أنه ليس من دليل ثابت على أنهم قد اعتنقوها، وإن كان هناك من يعتقد أن آخر ملوكهم "أسعد كامل" الملقب باسم "ذي نواس" قد اعتنقها، وهذا مشكوك فيه، بالرغم من أن حركة تبشيرية يهودية قوية قد رافقت حكمه، وأحرزت نجاحًا كبيرًا، فانتشرت اليهودية بشكل واسع في اليمن "في القرن السادس الميلادي" حتى قيل: إن 100 ألف من اليمنيين قد اعتنقوها. ويبدو أن ذلك كان كرد فعل لنشاط التغلغل المسيحي ولنشاط الضغط الاستعماري الروماني الذي يكمن وراءه.

الدور الحبشي "525 - 575 م":
احتل الأحباش اليمن في عهد الملك ذي نواس الذي أصبح التنافس اليهودي المسيحي في عهده على أشد ما يكون. فقد بلغ التوتر منتهاه عندما أدرك العرب أن المسيحيين العرب كانوا واسطة لتسرب النفوذ الحبشي إلى البلاد، فاعتبر ذو نواس المسيحيين خونة، واتخذ من قتلهم غلامين يهوديين ذريعة لاضطهادهم والفتك بهم، فسار إليهم بجيش كبير ودخل مدينتهم نجران، وخيرهم بين ترك ديانتهم أو القتل، ولما أبوا إلا البقاء على دينهم أقام لهم مذبحة رهيبة وأحرق عددًا كبيرًا منهم ودفنهم في أخدود. وقد جاء ذكر ذلك في القرآن الكريم {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ, النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} [1].
لم تمض حادثة الأخدود بسلام، فما أن أبلغ بها الإمبراطور البيزنطي "جوستين الأول" -وكانت يزنطة وريثة الحكم الروماني في الشرق تعتبر نفسها حامية المسيحية في هذه الجهات آنذاك- حتى اغتنم الفرصة لتحقيق مآرب دولته الاستعمارية في اليمن، وإضافة مراكزها التجارية البرية والبحرية إلى ما استولى عليه من مناطق كالبتراء وتدمر ومعان، التي أصبحت في ذلك الحين تحت سيطرة الروم المباشرة، فتكمل بذلك جميع حلقات السلسلة بضم الحلقة الناقصة منها، فكتب إلى نجاشي الحبشة - وكان الأحباش

[1] البروج: 4-5، وما بعدهما من آيات.
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست