اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو الجزء : 1 صفحة : 30
زراعاتها وبساتينها. إنما ظهور العيون فيها بكثرة قد جعلها موطنًا من مواطن الحمى حتى لقد ضرب المثل بالحمى "الخيبرية"[1]. [1] كقول أحد الشعراء:
كأن به -إذ جئته- خيبرية ... يعود عليه وردها وملالها
الدارات والبرق
مدخل
...
الدارات والبُرَق:
ووجد في شبه الجزيرة العربية كثير من الدارات والبرق تغنى بها شعراء الجاهلية وغيرهم، وكانت "تطيب بها نفوسهم وتهتز من بهجتها قدورهم ورءوسهم" بالإضافة إلى كثير من الرياض والمتنزهات كما ذكر الألوسي.
الدارات:
أما الدارات "مفردها: دارة" فهي الأماكن التي تنزل فيها القبيلة، وقد عرفت بكونها "كل جوبة بين جبال في حزن أو سهل أو رمل مستدير في وسطه فجوة، وهي أرضون سهلة لينة بيض في أكثر الأحيان، وتنبت فيها الصليان والأعشاب والنباتات الصحراوية"، وبأنها "الدار غير أنها أخص فكل دارة دار وليس كل دار دارة ... وكلها سهول بيض تنبت النصيَّ والصليل وما طاب ريحه من النبات"[1].
ومن أشهر دارات العرب دارة جلجل التي وردت في شعر امرئ القيس2، ودارة صلصل التي وردت في شعر جرير3، ودارة خَنْزَر التي ذكرها الشاعر الجعدي4، ودارة الصفائح التي ذكرها الأفوه5، ودارة مِحصَن التي ذكرها دريد بن الصمة6، ودارة الآرام التي كانت حافلة بالنبت ولا سيما شقائق النعمان، كما جاء في شعر برج بن خنزر المازني7. [1] د. جواد علي: المصدر نفسه، 1/ 96؛ محمود شكري الألوسي: المصدر نفسه، 1/ 222-223.
2
ألا رب يوم لك منهن صالح ... ولا سيما يوم بدارة جَلجل
3
ولما حل أهلك يا سليمى ... بدارة صلصل شحطوا المزارا
4
ألمَّ خيال من أميمة موهنا ... طروقًا وأصحابي بدارة خنزر
5
وتبكيها الأرامل بالمآل ... بدارات الصفائح والنصيل
6
ودارة محصن من ذي طلوح ... فسرداح المثامن فالضواحي
7
فأبرق وأرعد لي إذا العيس خلفت ... بنا دارة الآرام ذات الشقائق
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو الجزء : 1 صفحة : 30