responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 291
وقد اتخذ الجاهليون طرقًا عديدة للتخلص من أذى الجن، ولا سيما من الخطفة والنظرة، أي خطفها للأطفال وإصابتهم بالعين. فهداهم تفكيرهم إلى تعليق بعض الأشياء على رأس الصبي، أو على لباسه مثل سن الثعلب، أو سن هرة، أو سن ذئب، أو تقطير شيء من السوائل في عينيه عند ولادته؛ لتنفير الجن عنه، وتسمى هذه الأمور المنفرة للجن باسم "النفرات". وقد يكون تعليق بقايا الحيوانات على الصبي من مخلفات العقيدة الطوطمية، لاعتقادهم بأن هذه الأجزاء ستخيف الجن، وتذكرهم بذلك الحيوان الذي يحتمي به الصبي[1]. وقد يلجئون في التحايل على الجن إلى تغيير اسم الصبي، وتسميته باسم حيوان صغير ينفر الجن منه.
وهناك أيضا قصص الغول والسعلاة, وهي من أشهر القصص الجاهلي المذكور عن الجن. ويرى اللغويون أن من معاني الغول التلوُّن والظهور بصور مختلفة، والاغتيال والتضليل في المفاوز والغدر بالإنسان. وأما السعالي "مفردها: السعلاة" فذكروا أنها سحرة الجن, وقيل: إن الغيلان جنس منها، وإن الغيلان هي إناث الشياطين، وإن السعالي أخبث الغيلان[2].

[1] جواد علي: 5/ 46-48.
[2] جواد علي: 5/ 49-51.
عبادة الأصنام:
وعبد العرب الجاهليون الأصنام، وهي تماثيل أو صخور عرفت بتسميات شتى، تختلف باختلاف المادة التي صنعت منها. فما كان منها مصنوعا من الخشب أو الذهب أو الفضة على صورة إنسان فهي أصنام, وما كان منها مصنوعا من الحجر فهي أوثان. ونوع ثالث منها عبدوه وأطلقوا عليه اسم الأنصاب, والأنصاب نوع من "حجارة غُبْر منصوبة، كانوا يطوفون بها ويعترون عندها" يعترون: يقدمون لها العتيرة أي: الذبيحة, ويسمون الطواف بها: "الدوار"[1]، وقد تكون الأصنام على هيئة حيوان أو طير، أو على أشكال أخرى.
والعرب لم يعبدوا تلك الأصنام لمجرد كونها تماثيل أو حجارة، إنما لكونها تمثل في

[1] ابن الكلبي: الأصنام، ص42-53.
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست