responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 269
تؤدي بهم إلى استكمال أسباب القوة؛ ليكونوا درعًا حصينًا له ولقبيلته. وكان الآباء يتخيرون لأبنائهم الأسماء التي تدل على الخشونة، أو توحي بالتفاؤل بالظفر على الأعداء مثل: كلب، أسد، فهر، صخر, غلاب، ضرار، حنظلة، حرب، بينما كانوا يتخيرون لأرقائهم أسماء جميلة مثل: سهيل، ميسور، هانئ، نجاح، فلاح, ونحو ذلك. سئل الدقيش الكلابي: لماذا تسمون أبناءكم بشر الأسماء، وعبيدكم بأحسنها؟ قال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا، وعبيدنا لأنفسنا[1].
كان الجاهليون يفضلون من المواليد البنين على البنات، وقد دعاهم إلى ذلك عوامل عديدة؛ فالأولاد يصبحون في المستقبل محاربين، تعتمد عليهم القبيلة في الدفاع عن حوزتها وفي الكسب، بينما تكون البنت عبئًا ثقيلًا تحتاج إلى حماية، أو قد تجلب العار إلى قبيلتها فيما إذا تعرضت للسبي. تقول الآية الكريمة: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [2] وكذلك جاء في قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ، أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [3] {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [4] يتضح لنا من هذه الآيات ثلاثة أمور: أولًا أن العرب كانوا يفضلون البنين على البنات، وأنهم كانوا يئدون البنات، وأن سبب كره ولادة البنات عدم غنائهن في القتال والخصام، وقد لمس الباحثون أسبابًا أخرى للوأد منها الإملاق: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُم} 5،

[1] القلقشندي: نهاية الأرب ... ، ص23.
محمود شكري الألوسي: بلوغ الأرب ... ، 3/ 193.
محمد الخضري: المصدر نفسه، ص21.
[2] [النحل: 58-59] .
[3] [الزخرف: 17-18] .
[4] [التكوير: 8-9] .
5 [الأنعام: 151] .
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست