responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 255
الصحراء، حيث لا قوة أو دولة تحمي الفرد إذا ضعف، أو تنتقم له إذا اعتدى عليه أحد، اللهم إلا عشيرته أو قبيلته. ولذا فرضت تقاليد البادية أن يثأر الفرد لنفسه أو لذويه، من كل من يلحق الأذى به أو بذويه. ويتضامن معه أفراد عشيرته، أو بطون قبيلته، في الوصول إلى حقه ضد أي فرد أو جماعة تعتدي عليه من خارج قبيلته. هذه التقاليد هي في البادية البديل الذي لا بد منه لوظائف الدولة، التي تعاقب وتحمي في المجتمعات الحضرية في عصرنا الحاضر.
ولا بد في هذه الحالة من أن يزداد الشعور القبلي والعصبية القبلية عمقًا وقوةً، بحيث يعتبر أفراد القبيلة أنفسهم جسمًا واحدًا لا تنفصم أجزاؤه عن بعضها؛ ولذا نجد أن العرب كانوا يطلقون على رتب الأنساب أسماء مأخوذة عن أعضاء الجسم، وكأنهم رتبوها على بنية الإنسان[1]. وهي ست مراتب رتبها الإمام الماوردي كما يلي: الشعب، القبيلة، العمارة، البطن، الفخذ، الفصيلة، وكلها أصول وفروع للنسب القبلي تقابل أسماء من أعضاء الجسم, وقد زاد بعضهم العشيرة قبل الفصيلة كما قال النووي. وهناك من رتب هذه المراتب نفسها على نسق آخر تقديما وتأخيرا.

[1] الألوسي: 3/ 188.
جورجي زيدان: تاريخ التمدن الإسلامي، 3/ 40، 259.
المرتبة الأولى: الشعب:
وهي تشمل النسب الأبعد كعدنان وقحطان. ونسل كل منهما شعب فهما شعبان. وفي القاموس: الشاعبان هما المنكبان لتباعدهما, وفيه أيضا: الشعب: موصل قطع الرأس "في أعلاه" وربما سمي الشعب بهذا الاسم؛ لأنه أعلى مرتبة من مراتب النسب، مثلما الشعب "موصل قطع الرأس" في أعلى رأس الإنسان، ومنه تتفرع:
المرتبة الثانية: القبائل:
والقبائل العربية تتفرع من الشعب كما تتفرع قبائل الرأس "وهي قطع عظم الرأس المشعوب بعضها إلى بعض" من أعلى الرأس "أي: الشعب", وقد ذكر الجوهري أن قبائل العرب إنما سميت باسم قبائل الرأس. يقول القلقشندي: القبيلة هي ما انقسم فيه
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست