اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو الجزء : 1 صفحة : 250
بهذه المهمة اسم "الذادة المُحرِمين" بينما أُطلق على الذين يهتكون حرمة التقاليد المتعارف عليها اسم "المُحِلين".
ويشرف على مهمة الذود عن "التحريم" الملوك، إذا كانت الأسواق تعقد في أرض مملكة، أو رؤساء القبائل الذين تقوم الأسواق في جوارهم. والرئيس الذي يحمي السوق يلقب باسم "ملك السوق" وربما تنافس رئيسا قبيلتين مجاورتين على ملكية السوق، فيجري الاتفاق بينهما على التناوب في القيام بهذه المهمة. وتتجلى سيادة الرئيس بأخذ العشر من التجار عما يباع، ويطلق عليه اسم "المكس" وكان يقال للعشار: صاحب المكس[1]. وربما اعتبر بعضهم المكوس بمثابة غرامات، وإلى ذلك يشير الشاعر جابر بن حنى التغلبي بقوله:
أفي كل أسواق العراق إتاوة ... وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم [1] المصدر السابق، ص56.
طرق البيع ومصطلحاته
مدخل
...
طرق البيع ومصطلحاته:
هناك طرق مختلفة للبيع والشراء عرفت في الجاهلية, وبعضها يبدو على شيء من الغرابة، بحيث لا يختلف عما هو معروف لدينا الآن باسم "الحظ واليانصيب" وقد أبطلها الإسلام إثر قيامه, ولعل أشهرها طريقة بيع الحصاة التي كانت معروفة في سوق دومة الجندل. وتتم على أشكال مختلفة، كأن يقول البائع للمشتري: ارمِ هذه الحصاة على أي ثوب وقعت فهو لك بكذا من الدراهم, أو أن يعترض المشتري قطيعًا من الغنم فيقول له صاحبه: ارم حصاة "فأية شاة أصابتها فهي لك بكذا", أو أن يبيع رجل من أرضه بقدر ما تنتهي إليه رمية حصاة بكذا من النقود, أو أن يقبض على كف من الحصى ويقول: لي بكل حصاة درهم ثمنًا لكذا من الأشياء أو السلع التي يبيعها, أو أن يجتمع نفر على سلعة يساومون صاحبها عليها، فأيهم رضي ألقى حصاته فيقع عليه البيع[1].
ومنها بيع الملامسة وذلك بأن يأتي البائع بثوب مطويٍّ نهارًا أو في ظلمة، فيلمسه المستام، فيقول له صاحب الثوب: "بعتكه بكذا بشرط أن يقوم لمسك له، مقام نظرك، ولا خيار لك إذا رأيته"، فلا يقلب المشتري الثوب لا ليلا ولا نهارا. [1] الألوسي: بلوغ الأرب، 1/ 264.
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو الجزء : 1 صفحة : 250