responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 209
شديدًا، ويمعنون في الفتك بهم وفي نهبهم وإذلالهم. وكان فيما سبق وذكرته في البحث عن يثرب من اعتدال الأوس وعدم الإمعان في إذلال الخزرج[1], وتفضيل جوارهم على جوار "الثعالب" الذين أظهروا عزمهم على القضاء عليهم؛ لينفردوا بعد ذلك بالأوس، ثم مال الطرفان إلى الصلح, وبرزت شخصية عبد الله بن أبي بن سلول[2] الذي اختير ليكون ملكًا على يثرب، وكاد أن يتم له ذلك، لولا قدوم الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين مهاجرين إلى المدينة.

[1] ابن الأثير: 1/ 418؛ يقول ابن الأثير: "وانهزمت الخزرج ووضعت فيهم الأوس السلاح فصاح صائح: يا معشر الأوس, أحسنوا ولا تهلكوا إخوانكم، فجوارهم خير من جوار الثعالب، فانتهوا عنهم ولم يسلبوهم، إنما سلبهم بنو قريظة والنضير".
[2] أما عمرو بن النعمان البياضي الخزرجي الذي أثار هذه المعركة بخطل رأيه، فقد قتل كما تنبأ له عبد الله بن أبي.
حروب القحطانية والعدنانية
مدخل
...
حروب القحطانية والعدنانية:
إن من أهم الحروب التي وقعت بين القحطانية والعدنانية:
يوم البيضاء:
وهو من الأيام القديمة, وسببه أن القبائل العدنانية قد امتعضت من قدوم القبائل القحطانية من الجنوب إلى الشمال، ومنافستها على الماء والمرعى. فلما جاءت قبيلة "مذحج" القحطانية من اليمن، وقصدت متسعا من الأرض في سهل تهامة، الذي اعتبر في عرف الأخباريين موطنا لقبائل معد من قديم الزمن، اصطدمت بهذه القبائل، فبرزت لها قبيلة عدوان وزعيمها يومئذ عامر بن الظرب العدواني، الذي اجتمعت قبائل معد بأسرها تحت لوائه، فهاجم القبيلة اليمنية القادمة وهزمها في موقع "البيضاء".
والأخباريون يعدون عامر بن الظرب من حكام العرب القدماء المبرزين، يأتيه الناس ليحكم بينهم، وصارت أحكامه سنة يتبعونها، وقد عرف بعقله وحكمته، وكون أقواله قد جعلت مضربًا للأمثال، وقيل: إنه أول من قال بتحريم الخمر قبل الإسلام. ويقول الأخباريون: إن يوم "البيضاء" هو أول يوم اجتمعت فيه سائر قبائل معد تحت
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست