responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 205
ترتيب حوادثها، وعددها عظيم من الصعب حصره، وقد روي أن بعض المؤرخين القدامى قد ألفوا فيها كتبًا خاصة, بعضها تضمن 750 يومًا أو 1200 يوم، وأن أبا الفرج الأصبهاني ألف كتابًا جمع فيه 1700 يوم منها، لكن ما صنف من هذه الكتب لم يصلنا[1]. والأيام التي وصلت أخبارها إلينا قد حدثت في الجاهلية القريبة من الإسلام، في مدى قصير من الزمن، وفي الفترة الواقعة -على التقريب- ما بين عام 150 قبل الإسلام وبين بزوغ فجره[2].
أما أسباب تلك الحروب فأحيانا ما تكون تافهة، مثال أن تنشب حرب تدوم أربعين سنة بين عبس وذبيان بسبب سباق خيل، أو تنشب حرب كأحد أيام الفجار بسبب تحقير رجل لآخر لم يؤد ما عليه من دين له في ذمته، أو كأن تنشب أخرى من هذه الحروب بسبب جهالة من رجل يفتخر بقومه قائلًا: من كان يعرف نفسه أعز قبيلًا مني فليضرب هذه الرِّجْل بسيفه، ويمد رجله فيضربها رجل من قبيلة أخرى فيقطعها، وتقع الحرب بين القبيلتين, غير أنها لم تكن تنشب دوما لأسباب تافهة، بل ترجع في أحيان أخرى إلى أسباب اقتصادية، كحرب البسوس، أو كحرب الأوس والخزرج في المدينة، وكانت سياسية اقتصادية، أو قد تكون لبواعث أجنبية ناشئة عن النفوذ البيزنطي والفارسي. وبعض الأسباب ترجع إلى عسف الحكام بالقبائل الضعيفة التابعة لهم؛ بسبب الإتاوة التي كانوا يلحفون في جمعها وفي الحصول عليها، بقطع النظر عن الظروف والأوقات، كتلك الأيام التي حدثت بين العدنانية والقحطانية، والتي غلب عليها طابع التخلص من سيطرة اليمن ومن نفوذها على القبائل المعدية. وتكاد روايات الأخباريين تجمع على أن الحكم في عرب الشمال كان للتبابعة، سواء كان حكما مباشرا أو بالواسطة، أي: بتدخلهم في اختيار الرؤساء والمشايخ وتعيينهم على تلك القبائل. ومن أسباب الحروب نزاع القبائل على الماء والمرعى، أو للأخذ بثأر أو غير ذلك من أسباب، كمحاولة التخلص من حكم قبيلة أخرى بظهور شخصية قوية فيها، أو أمثال ذلك من أسباب[3].

[1] محمد أحمد جاد المولى بك ورفاقه: المصدر نفسه، المقدمة.
[2] الدكتور عمر فروخ: العرب في حضارتهم وثقافتهم، ص62.
[3] جواد علي: 4/ 346-348.
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست