اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو الجزء : 1 صفحة : 181
مكة، فينشئ حياضًا من الجلد، توضع في فناء الكعبة، تنقل المياه إليها بالقرب من آبار مكة، وكان العديد منها قد حفر في عهد قصي[1]، وعهد عبد شمس[2]، إلى أن حفر عبد المطلب بئر زمزم. أما الماء فكان يحلى بنقيع الزبيب؛ ليستطيع الحجاج شربه لما كان فيه من غلظة. ويروى أنه كان لعبد المطلب إبل كثيرة كان يحلبها ويمزج حليبها بالعسل في حوض من أدم ويقدمه للحجاج, كما كان يشتري الزبيب فينبذه بماء زمزم، ويسقيه الحاج؛ لأنه يكسر غلظ مائها. ولما أصبحت السقاية للعباس بن عبد المطلب -وقد دامت له حتى فتح الرسول مكة- استمر على ذلك، وكان له كرم في الطائف يحمل زبيبه إليها، فينبذه في الماء لسقاية الحاج[3]. [1] من الآبار التي حفرها قصي بئر الضحول الذي قال فيه أحد الشعراء:
أروى من الضحول لمن انطلق ... إن قصيًّا قد وفى وقد صدق [2] ومما حفره عبد شمس بئر رم، وبئر خم الذي كان في ضواحي مكة "راجع ياقوت الحموي". [3] الفاسي: شفاء الغرام في أخبار البلد الحرام، 2/ 90.
3- الرفادة:
وكانت في بني هاشم، وقد تولاها منهم, بعد هاشم، أخوه المطلب إلى أن بلغ ابنه عبد المطلب سن الرشد فتولاها بعد عمه، ثم أبو طالب بن عبد المطلب. وهي تقضي بإطعام الحجاج طعامًا تخرجه قريش من أقواتها في كل موسم، فيأكله من لا يحمل زادا من الحجاج، أو من كان معوزا منهم. وكان المقدار الذي يدفعه القرشيون من أموالهم لهذه الغاية مما يتناسب مع ثروة كل منهم، فكان هاشم يشتري بما يجتمع لديه منه دقيقًا، ويأخذ من كل ذبيحة، بدنة كانت أو بقرة أو شاة، فخذها فيجمع ذلك كله، ثم يحزر به الدقيق ويُطعمه الحاج. وقد استمر خلفاء هاشم في تقديم الرفادة للحجاج، وفعل الرسول مثلهم، وقلده في ذلك الخلفاء الراشدون، ومن أتى بعدهم من خلفاء[1]. [1] الفاسي: شفاء الغرام في أخبار البلد الحرام، 2/ 88-89.
4- الراية:
كانت لقريش راية تسمى "العقاب" فكانوا إذا أرادوا الحرب أخرجوها، فإذا
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو الجزء : 1 صفحة : 181