responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 179
الروايات العربية، بينما يشير "درمنجهايم" إلى أن السيول التي كانت تتعرض لها مكة كثيرًا ما كانت تترك كميات عظيمة من الطمي واللحقيات فردمت زمزم مرة وطال اختفاؤها عدة أجيال[1].
وتضيف الروايات أن عبد المطلب قد رأى حلمًا دله على مكان زمزم فحفر فيه حتى خرج الماء. وإذ كان قد وجد آنئذ عنتا من قريش[2]، وحاجة إلى من يشد أزره[3]، نذر على نفسه بأنه إذا رزق عشرة بنين، يمتنع بهم من مثل ما لقي حين حفر زمزم، لينحرَنَّ أحدهم لله عند الكعبة. ولما تحققت أمنيته دعا أبناءه العشرة إلى الوفاء بنذره فأطاعوا، فكتب اسم كل منهم على قدح، ثم استقسم بها لدى صاحب القداح عند كبير الآلهة هبل. ولما كان قدح عبد الله أصغر أولاده وأحبهم إلى قلبه هو الذي خرج، وهَمَّ عبد المطلب بذبحه، قامت قريش كلها تهيب به ألا يفعل. وانتهى الأمر بأن رجع القوم إلى عرَّافة، أشارت عليهم بأن يضربوا القداح على عبد الله وعلى عشر من الإبل، فإن خرجت القداح عليه، زادوا في عدد الإبل حتى يرضى الإله ففعلوا، ولم تخرج القداح على أقل من مائة من

[1] Emile Dermenghem: Ibid. P. 25.
[2] تقول الروايات العربية: إنه لم يكن لعبد المطلب آنذاك سوى ابن واحد هو الحارث، فاستعان به في الحفر حتى نبع الماء، وقد وجد في البئر غزالتين من ذهب وأسيافًا, كان مضاض الجرهمي قد دفنها فيها حينما ردمها، فنافسته قريش عليها، وأرادت أن تشاركه في البئر، وفيما وجد فيها. فدعاهم إلى أمر نصف بينه وبينهم: أن يضرب عليها بالقداح، فيجعل له قدحين، ولقريش مثلهما، وللكعبة قدحين، فارتضوا رأيه وتم الاستقسام عند هبل، فتخلف قدحا قريش، وخرجت الأسياف لعبد المطلب والغزالتان للكعبة، فأثبت عبد المطلب الأسياف بابًا للكعبة، ووضع غزالتي الذهب على جانبيه حلية للبيت الحرام. "راجع: حياة محمد للدكتور محمد حسين هيكل، ص97-98".
[3] أهم حادث جرى في عهد المطلب هو غزو أبرهة الحبشي لمكة في السنة التالية لزواج ابنه عبد الله "571م" التي ولد فيها الرسول. وقد زاد قريشا أهمية بين القبائل ما كان من ارتداد أبرهة عن مكة مخذولا بالرغم من أن القرشيين لم يقوموا بأي عمل إيجابي لرده عنها، ولم يطلقوا سهما واحدا في الدفاع عن حماها. وكل ما فعله عبد المطلب والقرشيون أنهم قد لاذوا بالكعبة, وأخذوا بحلقة بابها يستنصرون ربها على أبرهة, لكن ذلك لم يمنعهم من أن يمتلئوا افتخارا بما أصابوا من ظفر، وأن يدعوا لأنفسهم مكانا ممتازا بين قبائل العرب التي أخذت تنظر إليهم نظرة ملؤها الاحترام والإجلال, مما زاد في ارتفاع المكانة التي كانت لها في شبه الجزيرة، والتي كان سببها في الأساس إشرافهم على البيت الحرام، وسيطرتهم على الأسواق التجارية في الشمال.
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست