responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 134
"سعد" الذي قتلته، ويروى أن عدد من قتل منهم بلغ مائة شخص ألقى جثثهم في النار فلقب بـ "المحرق".
وقد عرف عن عمرو بن هند حبه للشعر والأدب؛ فتح بلاطه للأدباء والشعراء، فتقاطروا عليه من أماكن نائية لإنشاده ونيل جوائزه، فأصبحت الحيرة في عهده موئل الشعراء، قصده منهم بوجه خاص طرفة بن العبد والحارث بن حلزة[1] المتلمس وعمرو بن كلثوم، ولم تكن مجالسه لتخلو من منافسة الشعراء بعضهم لبعض، ومن نقد بعضهم لبعض. ويظهر من الروايات التي تحدثت عنه أنه كان مغرورا متغطرسا سريع الانفعال، الأمر الذي أوقعه في مشاكل عديدة، فلأكثر مشاهير شعراء الجاهلية خبر أو قصة معه؛ مما جعله في أحيان كثيرة عرضة لهجومهم.
وقصصه مع طرفة بن العبد والمتلمس[2] وعمرو بن كلثوم معرفة ومشهورة. وأشهرها قصته مع عمرو بن كلثوم، إذ حدا به غروره وغطرسته يومًا إلى سؤال جلسائه: هل من أحد من العرب تأنف أمه أن تخدم أمي؟ فقالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم، أبوها مهلهل بن ربيعة وعمها كليب وائل أعز العرب وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، فدعا

[1] راجع الأغاني "11/ 3829" عن مناسبة نظم الحارث بن حلزة معلقته:
آذنتنا ببينها أسماء ... رب ثاوٍ يمل منه الثواء
بعد عهد لها ببرقة شما ... ء فأدنى ديارها الخلصاء
وقد قالها ارتجالًا في مجلس عمرو بن هند، في أثناء جدل بين عمرو بن كلثوم التغلبي وبين زعيم من زعماء بكر التي ينتمي إليها الحارث بن حلزة. وكان الحارث بن حلزة مصابًا بالوضح "البرص" وكان عمرو بن هند قد أمر بأن يجعل بينهما ستار، فما زال يدينه منه ويدنيه حتى أمر بطرح الستر وأقعده معه قريبا منه لإعجابه به.
[2] يروى أن عمرو بن هند قد جعل الدهر يومين يومًا يصيد فيه ويومًا يشرب، فإذا جلس للشراب أخذ الناس بالوقوف على بابه حتى يرتفع مجلس شرابه، وقد هجاه طرفة بن العبد ولم يزل يهجوه ويهجو أخاه قابوسًا، ويشبب بأخت لهما، وكان المتلمس خال طرفة بن العبد يساعده على هجائه، إلى أن قال لهما عمرو يوما: قد طال ثواكما ولا مال قبلي، ولكن كتبت لكما إلى عاملي بالبحرين يدفع لكل منكما مائة ألف درهم, فأخذ كل منهما صحيفته. غير أن المتلمس قد ارتاب في الأمر وأقرأ صحيفته لغلام نصراني فإذا فيها: "إذا أتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حيا" فطرح الصحيفة وقال لطرفة: في صحيفتك مثل هذا؟ قال: ليس يجترئ على قومي بهذا وأنا بذلك البلد أعز منه، فمضى طرفة إلى عامل البحرين فلما قرأ صحيفته قطع يديه ورجليه وصلبه. "تاريخ اليعقوبي: 1/ 172" أو فصد أكحليه فنزف حتى مات "الألوسي: 3/ 374-375".
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست