responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 117
جسمها وبنيتها على التعب والجهد، فكانت ترتدي اللباس العسكري، وتمتطي الجواد وتسير في مقدمة جيشها، وأنها بحسن بصرها بالأمور وجلدها وثباتها كانت خير عون لزوجها أذينة في أداء مهام الحكم.
وفي عهد وصايتها على ابنها "وهب اللات" بدأ نجمها يسطع، وأصبح بلاطها من الفخامة بحيث يضاهي البلاط الساساني رونقًا وبهاءً. حكمت في عزم الرجال تدمر وسورية والشرق لأكثر من خمس سنوات، واستشعرت الدول المجاورة لها، كدولتي أرمينية وفارس، الرهبة من عدائها فتوسلت لمحالفتها.
هنالك رواية عربية معروفة، ذكرها كل من الطبري والمسعودي، تزعم بأنها هي نفسها الزباء، ويسميها الطبري نائلة بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن أذينة بن السميذع العمليقي، بينما يسميها المسعودي باسم "الزباء بنت عمر ... إلخ" التي انتقمت من جذيمة الأبرش أول ملك للحيرة كما تزعم بعض الروايات العربية، إذ استدرجته إلى قصرها وقتلته انتقامًا لقتله والدها، فقام بعده ابن أخته وخليفته عمرو بن عدي فانتقم بدوره له عن طريق الحيلة، إذ وجه إليها رجلًا يسمى قصير بن سعد الذي جدع أنفه، وادعى أنه مطرود من بلاط الحيرة، حتى إذا نال ثقة الزباء أدخل رجال عمرو بن عدي إلى قصرها فقتلوها "ومن هنا جاء المثل المعروف: لأمر ما جدع قصير أنفه". وهذه الرواية تبدو بعيدة عن الصحة ومختلقة، إنما ترمز إلى ما كان من صلات تجارية بين تدمر والحيرة.
شعرت زنوبيا بقوتها بعد أن أصبح تحت تصرفها جيش بلغ من القوة والبأس ما تستطيع أن تتحدى به الإمبراطورية الرومانية، فلم تعد تهتم بالخضوع لها، واحتقرت مجلس الشيوخ "السيناتو" الذي لم يعترف لها بما كان لزوجها من سلطة، فآلت على نفسها أن تنتقم لزوجها الذي اعتقدت أن الرومان هم الذين دبروا مؤامرة قتله، وربما كان مشروعها يرمي إلى الاستقلال عن روما وقطع كل علاقة معها. فما كان من الرومان -وقد شعروا بنواياها- إلا أن سيَّرُوا إليها حملة تظاهرت باتجاهها لمحاربة الفرس، لكنها في الواقع كانت موجهة لإخضاعها، فقابلتها زنوبيا وهزمتها وقتلت قائدها "هركليانوس". ثم اغتنمت مشاكل الإمبراطورية الداخلية من صراع الطامعين بالعرش مع

اسم الکتاب : تاريخ العرب القديم المؤلف : توفيق برو    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست