اسم الکتاب : تاريخ الدولة العلية العثمانية المؤلف : محمد فريد بك الجزء : 1 صفحة : 669
فصل الصَّيف فَشَتْ الامراض بَين عَسَاكِر الْعَدو وَمَات مِنْهُم عدد كثير فلهذه الاسباب ولنضوب خزينة الروسيا وَعدم امكانها احْتِمَال هَذِه الْحَالة الَّتِي وان لم تكن حَالَة حَرْب بالمرة فَلم تكن ايضا حَالَة سلمية ولمناسبة اشتداد الْمَرَض على الْبُرْنُس غورشاكوف وَزِير الروسيا الاول اسْتَقل الامبراطور بسياسة بِلَاده وَكتب إِلَى خَاله غليوم الاول امبراطور المانيا بالمثابرة على التَّوَسُّط بَينه وَبَين انكلترا للوصول إِلَى وضع حد لهَذِهِ الْحَالة غير المرضية الَّتِي لَو استمرت لجعلت الروسيا على شفا الافلاس واوعز إِلَى انكلترا مبدئيا فِي نظر جَمِيع بنود معاهدة سان اسطفانوس الا انه يود ان يعلم قبلا مَا تُرِيدُ انكلترا ادخاله عَلَيْهَا من التعديلات حَتَّى تكون على بَيِّنَة من الامر قبل ارسال مندوبها إِلَى المؤتمر
فجدد المخابرات وانقشعت الغيوم المتراكمة فِي جو اوروبا السياسي وَبعد ان توجه المسيو شوفالوف إِلَى سان بطرسبورغ للمفاوضة مَعَ ارباب السياسة هُنَاكَ وَعرض طلبات انكلترا عَلَيْهِم شفاها اذ ان المكاتبات رُبمَا تكون نتيجتها تَأْخِير هَذِه الْحَالة السَّيئَة عَاد إِلَى لوندره وَفِي 30 مايو سنة 1878 تمّ الِاتِّفَاق بَين هَذَا السفير واللورد على مَا تُرِيدُ ادخاله على معاهدة سان اسطفانوس من التعديلات وحررت بذلك لائحة امضى عَلَيْهَا الْفَرِيقَانِ واضيف عَلَيْهَا ذيل بِنَاء على طلب النمسا الَّتِي سبق عرض هَذَا الِاتِّفَاق عَلَيْهَا قبل التوقيع عَلَيْهِ وَيظْهر من الِاطِّلَاع على هَاتين الورقتين الرسميتين ان انكلترا صادقت على اهم شُرُوط معاهدة سان اسطفانوس وَقبلت تشكيل امارة
اسم الکتاب : تاريخ الدولة العلية العثمانية المؤلف : محمد فريد بك الجزء : 1 صفحة : 669