responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الدولة العلية العثمانية المؤلف : محمد فريد بك    الجزء : 1  صفحة : 665
من اقليمي البوسنه والهرسك وَمَا بَقِي من املاكها اعطي مِنْهُ جُزْء للصرب وَآخر للجبل الاسود وشكل الْبَاقِي بِصفة امارة مُسْتَقلَّة اداريا تسمى امارة بلغاريا تمتد من الطونه إِلَى الْبَحْر الاسود شرقا وبحر الارخبيل جنوبا وتحيط بِمَدِينَة الاستانة من جَمِيع جهاتها الْبَريَّة وذد على ذَلِك مَا اشْترط من احتلال الْجنُود الروسية لبلاد بلغاريا سنتَيْن لاستتباب الامن بهَا
اما فِي آسيا فاخذت قلاع قارص وباطوم وبايزيد الى حُدُود ارضروم تَقْرِيبًا
واعترف الْبَاب العالي ضمن هَذِه المعاهدة باستقلال كل من الصرب والجبل الاسود ورومانيا اسْتِقْلَالا سياسيا تَاما وبالتنازل لمملكة رومانيا عَن اقليم الدبروجه مُقَابل سلخ اقليم بساربيا من رومانيا وَضمّهَا إِلَى الروسيا لتنظيم حُدُودهَا حَتَّى يكون كل من نهري البروث والطونه من ابْتِدَاء اتِّحَاد البروث مَعَه إِلَى الْبَحْر الاسود فاصلا بَين رومانيا والروسيا وَلم يراع فِي هَذِه التقسيمات صَالح الامم المُرَاد سلخها عَن الدولة وَلَا حُدُودهَا بل اضافوا إِلَى امارة البلغار بلادا كَثِيرَة اغلب سكانها من الاروام والصرب وَإِلَى الصرب والجبل الاسود بلادا بهَا كثير من الارنؤود المسيحيين وَالْمُسْلِمين وَلذَلِك كَانَ كل من هَذِه الامم غير رَاض عَن هَذِه المعاهدة الَّتِي لم يراع فِيهَا الا صَالح سياسة الروسيا وحرروا عدَّة مكاتبات موقع عَلَيْهَا من كثير من اعيانهم وارسلوها إِلَى سفراء الدول طَالِبين النّظر فِي هَذِه المعاهدة وصون حُقُوقهم وَكَذَلِكَ كَانَ الرَّأْي الْعَام الاوروبي ناقما على الروسيا لوُجُود امارة البلغار المُرَاد انشاؤها مُحِيطَة بالاستانة من كل جِهَة مَعَ انها عبارَة عَن ولَايَة روسية خُصُوصا وان جيوشها ستحتلها مُدَّة سنتَيْن وهيهات ان اخلتها بعد هَذَا الميعاد
اما انكلترا فَكَانَت اكثر الدول تخوفا من نتائج هَذِه المعاهدة لوُجُود عَسَاكِر الروسيا على مقربة من بوغاز البوسفور وخوفا من ازدياد نُفُوذ الروسيا فِي الْهِنْد بعد ظُهُورهَا على الدولة الْعلية
وَلذَا كَانَت اشد مُعَارضَة من غَيرهَا فِي معاهدة سان اسطفانوس وتود تعديلها رغما عَن الروسيا لتظهر امام الهنود بمظهر الْقُوَّة والبأس ونفوذ الْكَلِمَة فِي اوروبا بِمَا ان سلطتها على بِلَاد الْهِنْد مَبْنِيَّة على الْوَهم اكثر من قُوَّة السِّلَاح ومعارضة النمسا

اسم الکتاب : تاريخ الدولة العلية العثمانية المؤلف : محمد فريد بك    الجزء : 1  صفحة : 665
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست