responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الدولة العلية العثمانية المؤلف : محمد فريد بك    الجزء : 1  صفحة : 639
محاصرة لَهَا من الاشغال وجهت جَمِيع جيوشها إِلَى مَا وَرَاء جبال البلقان للاغارة على بِلَاد البلغار والرومللي الشرقية واحتلال مدائنها الحصينة بمساعدة الْجَيْش الصربي فاجتاز الجنرال جوركو جبال البلقان وَدخل مَدِينَة صوفيا عَاصِمَة البلقان فِي 4 يناير سنة 1878 ثمَّ احتل مَدِينَة فليبه فِي مسَاء 15 من هَذَا الشَّهْر واخيرا دخلت مُقَدّمَة فرقة الجنرال سكوبلف مَدِينَة ادرنة فِي 20 مِنْهُ وَمِنْهَا سَار الروس نَحْو الاستانة وتقدموا بِدُونِ ان يَجدوا مُعَارضَة تذكر إِلَى مَسَافَة خمسين كيلومترا فَقَط من عَاصِمَة الْخلَافَة الْعُظْمَى
وَفِي هَذِه الاثناء كَانَ اهالي الْجَبَل الاسود قد احتلوا مَدِينَة انتيباري ووصلوا إِلَى ضواحي اشقودره وَدخل الصربيون مَدِينَة نيش وَلذَلِك لم تَرَ الدولة الْعلية بدا من طلب الصُّلْح وَقبُول مَا يَطْلُبهُ الْعَدو لعدم قدرتها على اسْتِمْرَار الْقِتَال وتبديد جيوشها ووصول الْعَدو إِلَى ضواحي الاستانة
وَحَيْثُ قد انتهينا من ذكر الوقائع الحربية بغاية الايجاز فلنشرح الْآن مَا جرى بَين الطَّرفَيْنِ المتحاربين والدول من المخابرات السياسية تاركين شرح تفصيلات هَذِه الْحَرْب بحذافيرها إِلَى حضرات الضباط المصريين الافاضل الَّذين رافقوا المرحوم حسن باشا وحضروا اغلب وقائعها وَعَلمُوا اسباب انتصار الروس العسكرية وَغَيرهَا واننا نرجو انهم لَا يعدموننا ذَلِك وَكلهمْ من الْفُضَلَاء النبلاء الَّذين يُمكنهُم بَيَان مَا لَا يمكننا ذكره لعدم خبرتنا فِي الامور العسكرية وَيَكُونُونَ بذلك قد قَامُوا بِخِدْمَة عَظِيمَة نَحْو الْملَّة الاسلامية عُمُوما
اما مَا تحمله الْمُسلمُونَ من انواع الايذاء والتعدي من قبل البلغاريين بِمُجَرَّد سماعهم باقتراب الجيوش الروسية فمما يعجز الْقَلَم عَن وَصفه وَلذَا هَاجر اغلب الْمُسلمين إِلَى الاستانة هربا مِمَّا كَانُوا ينتظرونه وَوَقع فِيهِ فريق مِنْهُم من النهب وَالْقَتْل

اسم الکتاب : تاريخ الدولة العلية العثمانية المؤلف : محمد فريد بك    الجزء : 1  صفحة : 639
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست