responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الدولة العلية العثمانية المؤلف : محمد فريد بك    الجزء : 1  صفحة : 303
قد وصلت إِلَى دَرَجَة من التقهقر امام هَذِه القوى المتألبة عَلَيْهَا صَار مَعهَا الْخَلَاص صعبا لاسيما وقائد الجيوش النمساوية كَانَ الدوك دي لورين الشهير
وَكَانَ اول اعمال سُلَيْمَان باشا الاسراع إِلَى انجاد مَدِينَة بود الَّتِي كَانَ يحاصرها الدوك دي لورين بتسعين الف جندي لَكِن لم تَجِد مساعدته شَيْئا فان الْقَائِد الْمَذْكُور دَخلهَا عنْوَة فِي يَوْم 13 شَوَّال سنة 1097 2 سبتمبر سنة 1686 بعد ان قتل حاكمها عَبدِي باشا واربعة آلَاف من جُنُوده فِي الدفاع عَنْهَا وَلم تدخل هَذِه الْمَدِينَة ثَانِيًا فِي حوزة العثمانيين إِلَى الْآن
وَبعد سُقُوط هَذِه الْمَدِينَة فِي قَبْضَة النمساويين ومحالفيهم اراد الصَّدْر سُلَيْمَان باشا ان ياتي عملا يكفر عَنهُ عِنْد الامة مَا اتاه من التهاون فِي مساعدة مَدِينَة بود لَكِن اتاه الضَّرَر من حَيْثُ كَانَ يُرِيد النَّفْع لنَفسِهِ فانه جمع من بقايا كتائبه جَيْشًا مؤلفا من سِتِّينَ الف مقَاتل يعززهم سَبْعُونَ مدفعا وانتظر انْقِضَاء الشتَاء وَالربيع لشدَّة بردهما وَكَثْرَة مَا يسْقط فيهمَا من الثلوج فِي هَذِه الْجِهَات باذلا جهده فِي جمع الذَّخِيرَة الكافية وَفِي تدريب جُنُوده خيفة الفشل والتصاق الهوان باسمه ثمَّ هاجم جيوش التَّحَالُف الْمُقَدّس فِي سهل موهاكز الَّذِي سبق انتصار العثمانيين فِيهِ على المجر نصرا عَزِيزًا قبل هَذَا التَّارِيخ بِمِائَة وَسِتِّينَ سنة فالتحم الجيشان فِي 3 شَوَّال سنة 1098 12 اغسطس سنة 1687 وَبعد قتال شَدِيد دارت الدائرة على الجيوش العثمانية فَانْهَزَمُوا عَن آخِرهم واخذ الْعَدو فِي جمع مَا مَعَهم من المدافع وَالسِّلَاح والمؤن والذخائر واحتلت جيوشه اقليم ترنسلفانيا وعدة قلاع من كرواسيه وَلما ذاع خبر هَذَا الانكسار بَين الجيوش الْمَوْجُودَة بالاستانة هاجوا وماجوا وارسلوا للجيوش الْبَاقِيَة مَعَ الصَّدْر سُلَيْمَان باشا فاشهروا عَلَيْهِ الْعِصْيَان وَلَوْلَا فراره إِلَى بلغراد لاعدموه الْحَيَاة ثمَّ ارسل الانكشارية والسباه وَفْدًا للاستانة يطْلب من السُّلْطَان الامر بقتل الصَّدْر فَلم ير بدا من ذَلِك وامر بقتْله تسكينا لثورة غضب الْجند وَلما لم يفد شَيْئا وَلم تعد السكينَة بَين الجيوش وَخيف

اسم الکتاب : تاريخ الدولة العلية العثمانية المؤلف : محمد فريد بك    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست