responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 59
فهي بحكم عقيدتها النصرانية نقمت على محمد وأتباعه، أو للتبشير بدين جديد على أثر انتشار ظاهر التنبؤ في الجزيرة العربية، لكن هذين الدافعين كانا غطاء لدافع سياسي بعد الدافع الرئيسي لحركتها، فقد كان بنو يربوع أقرب بطون تميم إلى نفوذ الفرس، يعزز ذلك أنها اجتمعت أثناء رحلتها بعملاء لفارس من أبناء البوادي العراقية، والنجدية[1]، كما كان مسرح عملياتها المناطق التي كانت فارس تحرص على تجديد نفوذها القديم فيها، وعليه تكون مهمة هذه المتنبئة قد توضحت على هذه الصورة، فقد قضت وقعة ذي قار[2] على هيبة فارس في الجزيرة العربية، وساء ظن الأكاسرة حكام فارس، بالمناذرة ملوك الحيرة الذين كانوا صنائعهم، ويعتدون عليهم في إخضاع القبائل العربية القريبة والبعيدة، وتأمين تجارتهم إلى اليمن، فنكلوا بهم، وقضوا على دولتهم قبيل ذلك بقليل، فأرسلوا امرأة تغلبية لتخلف المناذرة في هذه المهمة القديمة، فانحدرت مدفوعة من الفرس، وعمالهم في العراق كي تؤجج الثورة في الجزيرة العربية على الحكم الإسلامي المتنامي، وتمهد الطريق لفارس لاستعادة ما كان لها من نفوذ، وسلطان في كثير من أرجائها، وقد يرجح ذلك أنها كانت الامرأة الوحيدة التي أدعت النبوة، وأنها لم تمكث في الجزيرة العربية إلا بقدر ما تشجع الانتقاض على الحكم الإسلامي، ثم عادت إلى العراق بعد أن تأكدت من تهيؤ القبائل للثورة على هذا الحكم، وكان طبيعيًا أن تنزل في بادئ الأمر بين قومها بني تميم، وقد اختارت أن تتعاون مع بني تغلب؛ لأن هؤلاء أعداء بني بكر الذين خاضوا معركة ذي قار ضد الفرس، وانتصروا عليهم، وكان تردد بني تميم وانقسامهم، في التعامل الجدي معها، بالإضافة إلى بني حنيفة، مرده إلى صداقتهم للمناذرة منذ زمن قديم، وحتى يتجنبوا غضب فارس، كانت الطريقة الفضلى في صرفها راضية، وإقناعها بأن الثورة على الإسلام حاصلة، ولم يتحقق أكثر من ذلك عن رسالتها وسيرتها[3].
ذو التاج لقيط:
ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي، أدعى النبوة وغلب على أهل عمان[4]، وطرد منها عمال الخليفة أبي بكر، كان الغالب على عمان، الأزد فلما كانت سنة "8هـ/ 629م".

[1] العقاد، عباس محمود: عبقرية خالد، ص77.
[2] ذي قار: اسم مجرى من الماء في منازل بكر بن وائل بين واسط والكوفة، وقد نسب إليه يوم من أيام العرب وقع بين هذه القبيلة والفرس، وكانت الغلبة فيه لبكر، وهو بعد من أشهر أيام العرب وأمجدها، انظر دائرة المعارف الإسلامية ج9 ص398.
[3] العقاد: ص77.
[4] عمان: اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن, الهند، الحموي: ج4 ص150.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست