responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 479
التي لم تكن سوى توسع طبيعي في مجاله، وجه حملتين إلى الحجاز: الأولى بقيادة عبد الله بن مسعدة الفزاري، فشلت في دخوله، فقد انهزم عبد الله أمام المسيب بن نجبة الفزاري[1]، والثانية بقيادة بسر بن أرطأة, وقد تمكن من السيطرة على الحجاز[2]، الأمر الذي كان له تأثير سلبي بالغ على أوضاع علي، فقد أضحت مكة والمدينة تحت سيطرة خصمه مما عزز موقعه المعنوي، حيث أضحى بإمكانه التقلب بالخلافة دون حرج، وهكذا انهارت عمليًا الخلافة الراشدية[3]، كما انتزع ابن أرطأة اليمن من نفوذ علي، وضمه إلى نفوذ معاوية.
وفيما يتعلق بهجمات معاوية على الأراضي العراقية، فيمكن تصنيفها في مجال الضغط النفسي، فمن واقع العلاقات المتوترة القائمة بين علي والكوفيين، حاول معاوية إثارة أهل البصرة لاستقطابهم، والمعروف أن علاقة البصريين بعلي لم تكن على مستوى علاقته بالكوفيين بعد الجرح الذي تسببت به وقعة الجمل، والواقع أن معاوية كان يراهن على تفكك العراق من خلال هذه الثغرة، وإضعاف قوة علي العسكرية، فقد بعث عبد الله بن عمرو الحضرمي إلى البصرة لإقناع أهلها بالانضمام إليه[4]، كما أن الحملات العسكرية التي أرسلها إلى عين التمر وهيت، والأنبار والمدائن تصب في هذا الاتجاه[5].
كان من المتوقع أن يتمخض عن العلاقة بين علي، ومعاوية التي بلغت الذروة في التوتر؛ حل معين، مؤقت أو نهائي، وتستحضرنا هنا فكرة الاتفاق على التقسيم التي أوردتها روايات المصادر، والتي عرضها معاوية وقبلها علي، وتقضي بأن يكون العراق تحت إمرة هذا الأخير، ويحتفظ معاوية ببلاد الشام على أن تتوقف رحى الحرب[6].
والراجح أن هذه القسمة تتعارض مع الأفكار السائدة آنذاك، وتوجهات الرجلين، بالإضافة إلى وحدة الأمة الإسلامية، لذا كان لا بد من تجدد المواجهة الشاملة.
وتشددت المواقف في ظل البحث عن حل، فحين رأى معاوية أن جهوده لنسف كيان علي لم تثمر، وأنه ما زال صامدًا في العراق على الأقل، ويبدو أنه كان شديد الحرص على عدم القيام بهجوم عام، أخذ يتهيأ لإعلان نفسه خليفة في بيت المقدس، وبايعه رجاله، وقد عد ذلك تحديًا سافرًا لعلي الذي رد بتعبئة عامة ضد ما

[1] الطبري: ج5 ص134، 135.
[2] المصدر نفسه: ص139، 140.
[3] بيضون: ص94، 95.
[4] الطبري: ج5 ص110.
[5] المصدر نفسه: ص133، 134.
[6] المصدر نفسه: ص140.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 479
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست