responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 296
الجابية، وعهد عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بقيادة العملية، ووضع بتصرفه ثلاثة آلاف وخمسمائة جندي، وقيل: أربعة آلاف[1]، وطلب منه أن يجعل ذلك سرًا، وأن يسير بجنده سيرًا هنيًا.
سار عمرو بن العاص بجنده مخترقًا صحراء سيناء، ومتخذًا الطريق الساحلي حتى وصل إلى العريش[2] في عيد الأضحى: "10 ذو الحجة 18هـ/ 12 كانون الأول 639م"[3]، فوجدها خالية من القوات البيزنطية، فدخلها، وشجعه ذلك على استئناف التقدم، فغادر العريش سالكًا الطريق الذي كان يسلكه المهاجرون، والفاتحون والتجار منذ أقدم العصور، ثم انحرف جنوبًا تاركًا طريق الساحل، واتخذ الطريق الذي سار فيه الفرس عندما استولى على مصر، حتى وصل إلى الفرما.
كانت أنباء زحف المسلمين قد وصلت إلى مسامع المقوقس، فاستعد للتصدي لهم، ولكنه آثر ألا يصطدم بهم في العريش، أو الفرما وتحصن وراء حصن بابليون[4]، ولعل مرد ذلك يعود إلى:
- أن العريش والفرما قريتان من الصحراء مع علمه بأن المسلمين أقدر الناس في حرب الصحراء، بالإضافة إلى قربهما من فلسطين مما يجعل إمداد عمرو بجنود من

[1] ابن عبد الحكم: ص131.
[2] العريش: مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم -الأبيض المتوسط- في وسط الرمل، الحموي: ج4 ص113.
[3] ابن عبد الحكم: ص134.
[4] بابليون أوباب إليون: هو اسم عام لديار مصر بلغة القدماء، وقيل: هو اسم لموضع الفسطاط خاصة، وموضع ذلك الحصن المتهدم، فيما يسمى مصر القديمة، كان أول من بناه الإمبراطور الروماني تراجان في عام 100م، وفي رواية أن أصل ذلك الحصن كان بناء أقامه بختنصر، وسماه باسم عاصمة ملكه بابليون، وذلك عندما غزا مصر، فأقام تراجان أسوار الحصن على أساسه وزاد في بنائه، والراجح أن ملك مصر سيزوستريس جاء بجماعة من أسرى الباليين، وأنزلهم في قصر، فأطلقوا على القصر اسم المدينة، وفي رواية أن قمبيز الفارسي بنى الحصن عندما غزا مصر، وقد سبب نابليون ارتباكًا للمؤرخين المسلمين، وبقي ذلك الاسم إلى اليوم، ولكنه لا يطلق على الحصن نفسه، فاسمه الآن قصر الشمع، بل يطلق على دبر صغير على مسافة قليلة من الحصن نحو الجنوب، وهو دير بابليون، وظل الكتاب الأوروبيون في العصور الوسطى يطلقون على ذلك الموضع اسم بابليون، وليس اسم مصر، انظر: الحموي: ج1 ص311- المقريزي، تقي الدين أبو العباس أحمد: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: ج2 ص67-70، بتلر 268-277.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست