responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 293
الإمبراطورية وسلامتها، فمنعت اجتماعات النصارى، ونظمت حملات الاضطهاد ضدهم.
بدأت هذه الحملات ضد نصارى مصر أثناء حكم الإمبراطور سبتيموس سفيروس "193-211م"، وظل هؤلاء يتعرضون لاضطهاد كبير، وتسامح قليل إلى أن تولى دقلديانوس "284-305م" عرش الإمبراطورية، حيث بلغ اضطهاد النصارى حده الأقصى.
قاوم النصارى في مصر هذا الاضطهاد بقوة وعناد، وقد انبثقت عن هذه المقاومة حركة قومية أخذت تنمو تدريجيًا، وليس أدل على ذلك من أن الكنيسة القبطية بدأت تقويمها، الذي سمته تقويم الشهداء، بالسنة الأولى من حكم دقلديانوس، وذلك نتيجة لما خلف الاضطهاد من أثر كبير في نفوس القبط[1].
ولم تلبث النصرانية أن أحرزت تقدمًا حين خرجت ظافرة من جميع معاركها ضد الوثنية، لا سيما بعد أن اعترف الإمبراطور قسطنطين الأول بها دينًا مسموحًا به ضمن الدينات الأخرى في الدولة الرومانية، بموجب مرسوم ميلان الشهير في عام 343م[2]، ثم أصبحت النصرانية الدين الرسمي الوحيد للدولة في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الأول "379-395م"، الذي أصدر مرسومًا بذلك في عام 380م، كما أصدر مرسومين في عامي 392 و 394م حرم بموجبهما العبادات الوثنية[3].
لم تنعم مصر النصرانية طويلًا بهذا النصر الذي أحرزه الدين النصراني، إذ ثار الجدل، والنزاع منذ أيام قسطنطين الأول بين النصارى حول صفات المسيح، وقد تدخل قسطنطين الأول في هذه النزاعات الدينية البحتة، وعقد مجمع نيقية في عام 325م من أجل ذلك، وناقش هذا المجمع مذهب آريوس الإسكندري[4]، الذي أنكر صفة الشبه بين الأب والابن، وعد أن "ابن الله"! ليس إلا مخلوقًا فأنكر بذلك ألوهية المسيح، وتقرر بطلان مذهبه، والإعلان عن أن الابن من جوهر الأب نفسه[5].
واتخذ معظم الأباطرة الذين جاءوا بعد قسطنطين الأول موقفًا عدائيًا من معتقدات

[1] Munier: L'Egypt Byzantine pp 9, 10
[2] انظر نص مرسوم ميلان عند السيد الباز العريني في كتابه: تاريخ أوروبا، العصور الوسطى ص50، 51.
[3] Munier: pp 38, 39
[4] كان آريوس أحد قساوسة مصر، وراعي كنيسة بوكاليس بالإسكندرية.
[5] العريني:ص73-76، الأب جوزف بو حجر: بلورة الفكر المسيحي، مجمعا نيقية والقسطنطينية، ص167-171، مقال في كتاب المسيحية عبر تاريخها في المشرق.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست