اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل الجزء : 1 صفحة : 29
[1]- الفئة "الأرستقراطية" بزعامة أبي سفيان بن حرب، التي تراجعت عن الواجهة السياسية بفعل بروز النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنها استطاعت أن تستعيد مركزها بعد ذلك بفعل تسربها إلى مواقع السلطة من خلال تأييدها ودعمها للخليفة.
2- فئة التيار الهاشمي: بزعامة علي بن أبي طالب، وقد انضم إليه بعض كبار الصحابة من عامة المسلمين بعد أن تحسنت أوضاعهم الاجتماعية بفعل الدين الجديد، أمثال سلمان الفارسي، وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري، ولا يخفى ما لهذا التيار من أثر معنوي كبير في مسار الأحداث السياسية، وقد حاولت الفئة "الأرستقراطية"، إثارة أعضائه ضد الخليفة للوصول إلى أهدافها، وكان باستطاعة أفراده السيطرة على الحكم إلا أنهم آثروا المصلحة العامة، ودخلوا في ما دخل فيه الناس من البيعة لأبي بكر.
3- تألفت الفئة الثالثة من شخصيات قيادية معتدلة أمثال أبي بكر، وعمر، وأبي عبيدة، وقد ساهم أفرادها في النضال الإسلامي أثناء حياة النبي، ولا سيما أبي بكر، وكان عمر أنشط أعضاء هذه الفئة، وإليه يعود الفضل في استرداد المبادرة من الأنصار، ومبايعة أبي بكر بالخلافة، وقد جمعت أعضاء هذه الفئة، وأعضاء الفئة الثانية، رؤية سياسية موحدة.
4- فئة الأنصار، وكان لها دور عابر اقتصر على إثارة المشكلة.
الأوضاع السياسية خارج المدينة:
الحدثان البارزان في خلافة أبي بكر القصيرة[1] هما الردة، وانطلاق الفتوح الإسلامية خارج نطاق الجزيرة العربية، وكان لكل منهما تأثيره الخاص على مستقبل الدعوة الإسلامية والعرب، وتطلق جميع روايات المصادر على التطورات التي حصلت على أطراف الجزيرة العربية عقب وفاة النبي، وما نجم عنها من انتفاضة القبائل؛ بحركة الردة أو بالارتداد عن الإسلام[2]، على أن هذا الموقف، لا يمكن المحافظة عليه بعد الأبحاث المستجدة في تاريخ صدر الإسلام. ذلك أن التطورات [1] لم تزد مدة خلافة أبي بكر عن سنتين، وثلاثة أشهر، وعشرة أيام. [2] الطبري: ج3 ص225- 242، ورد في التنزيل: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} [المائدة: الآية 54] ارتد عنه: تحول، والاسم الردة، ومنه الردة عن الإسلام أي الرجوع عنه، وارتد فلان عن دينه أو كفر بعد إسلامه، ورد عليه الشيء إذا لم يقبله، وكذلك إذا أخطأه، ونقول: رده إلى منزله، ورد إليه جوابًا أي رجع، والردة بالكسر: مصدر قولك: رده برده، والردة الاسم من الارتداد. وفي حديث القيامة والحوض يقال: "إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم"، أي متخلفين عن بعض الواجبات"" انظر: ابن منظور، جمال الدين محمد: لسان العرب ج3 ص173.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل الجزء : 1 صفحة : 29