responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 288
اهتمام المسلمين الجدي بعد أن وقفوا على أوضاعها السياسية، والاقتصادية والدينية المتردية، ذلك أن تطلعات عمرو بن العاص، ومن خلالها عمر بن الخطاب تكمن في فتح مصر، وضمها إلى الدولة الإسلامية من خلال هذا الواقع.
الوضع السياسي:
كانت مصر ولاية رومانية تابعة مباشرة لرومة منذ عام 31 ق. م، حين استولى الرومان عليها، وقضوا على حكم البطالسة[1] فيها، واتخذها الإمبراطور أغسطس قيصر مخزنًا يمد رومة بحاجتها من الغلال، واتصف الحكم الروماني بالتعسف، فقد برع الرومان في ابتكار الوسائل التي تتيح لهم استغلال موارد البلاد، ففرضوا على المصريين نظمًا ضريبية متعسفة شملت الأشخاص، والأشياء والصناعات، والماشية والأراضي، فضاق المصريون ذرعًا بها، وقاموا بعدة ثورات ضد الحكم الروماني لعل أشهرها تلك التي قامت في عهد الإمبراطور ماركوس أورليوس "161-180م"، وتعرف بحرب الزراع، أو الحرب البوكولية[2]، ولكن الرومان كانوا يقضون على هذه الثورات في كل مرة[3].
ظلت مصر تحت الحكم الروماني ما يزيد على أربعة قرون، ففي عام 395م انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين شرقي وغربي، وعلى الرغم من استمرار فكرة وحدة الإمبراطورية، فقد حكم أمبراطوران معًا، واحد في الشرق وآخر في الغرب، وفي عام 476م سقط القسم الغربي في أيدي البرابرة الجرمان في حين نجا القسم الشرقي الذي عرف بالإمبراطورية البيزنطية، وعاصمته القسطنطينية.
وكانت شمالي إفريقية ومن ضمنها مصر تابعة لهذه الإمبراطورية من خلال ما كان يعرف بأرخونية إفريقية، إلا أنها بظروفها السياسية والدينية، تعد امتدادًا طبيعيًا لبلاد الشام مع بضع الاختلاف في المدى الذي ترتبط به بالحكم المركزي في القسطنطينية، فقد وحدت بينهما العقيدة النصرانية، ولكن وفقًا لمفهوم لا يتفق كثيرًا مع المذهب الإمبراطوري الملكاني مما سنشرحه فيما بعد، ومن ناحية أخرى، كان الحكم البيزنطي، مباشرًا ومستبدًا يدار بواسطة حاكم يعينه الإمبراطور لكن الحضور السياسي كان ضعيفًا، مما أدى إلى انعدام التوازن في العلاقة بين الحكم المركزي

[1] البطالسة: نسبة إلى بطليموس بن لاغوس 323-285 ق. م، أحد أقدر قادة الإسكندري المقدوني وأعظمهم حكمة، وكانت مصر من نصيبه بعد تقسيم تركة القائد المقدوني بين قادته.
[2] البوكولية: نسبة إلى المنطقة المعروفة باسم بوكوليا الواقعة في شمالي الدلتا.
[3] Jourguet: p: L'Egypt Greco-Romain. I p 369
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست