responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 257
البيزنطيين حتى تتضعضع هذه الهجمات وتتصدع صفوفهم، وأخذ في حسبانه أيضًا إمكان عجز المسلمين عن الصمود، ولكن سوف يختل نظام صفوف البيزنطيين على أي حال، وهنا يكون الوقت مناسبًا للقيام بهجوم مضاد.
ودارت في وادي اليرموك سلسلة من المعارك بين الطرفين على مدى خمسة أيام لم تكن متتالية، انتقل فيها المسلمون من نصر إلى نصر حتى توجوا هذه الانتصارات بضربة قاصمة، وجهوها إلى البيزنطيين يوم الواقوصة، وهو اليوم الخامس من القتال، وكان يوم الاثنين "5 رجب 15هـ/ 12 آب 636م"[1]، وقد تميز بهجوم إسلامي عام، وشامل على القوات البيزنطية في ظروف طبيعية شديدة الحرارة، وفي حال أقرب ما تكون إلى العاصفة الرملية اللافحة، وقد أثارت غبارًا ضرب وجوه القوات البيزنطية، مباشرة تجاه الشمال، مما ضايقها وشل تركيزها أثناء القتال، والراجح أن خالدًا استغل هذه الظاهرة الطبيعية، ومن المحتمل أنه قدر البيزنطيين يفضلون تجنب القتال في أشد أوقات اليوم حرًا، ومن ثم فقد قام بهجوم حاسم في ذلك الوقت، وبدأت جموع البيزنطيين تترنح تحت ضربات المسلمين، وبدا الإرهاق واضحًا عليهم، فمشاتهم وفرسانهم مثقلون بالعتاد والسلاح، مما أثر على مقدرتهم القتالية، فهم قليلو الحركة بطيئو المناورة، في حين يقاتل المسلم راجلًا، وفارسًا بخفة وسرعة.
كان باهان يراقب تطور سير القتال، وحين لاحظ تراجع مقدرة رجاله القتالية.

[1] ينقسم الرواة في تأريخ معركة اليرموك إلى فريقين: فريق يرى أنها حدثت في سنة 13هـ في عهد أبي بكر، ويمثل الطبري هذا الفريق اعتمادًا على رواية سيف بن عمر، ويقول فريق: إنها حدثت في سنة 15هـ في عهد عمر، ويمثله جمهور المؤرخين مثل ابن إسحاق، والواقدي وخليفة بن خياط، والبلاذري وابن عساكر، وقد اشتهرت رواية سيف التي اعتمدها الطبري تبعًا لشيوع تاريخه، ويتضح لنا من خلال روايات الفريق الثاني أن الجيش الإسلامي كان يسير وفق خطة منتظمة تتفق واقع الأحداث التاريخية، فكانت أجنادين، وفحل في البداية في سنة 13هـ، ثم دمشق وحمص في سنة 14هـ، ثم اليرموك في سنة 15هـ لتكون معركة فاصلة في محاولة يائسة من البيزنطيين للدفاع عن بلاد الشام، واسترداد ما فتحه المسلمون، ولهذا حشدوا لها كل إمكاناتهم العسكرية والبشرية، ولا يتحقق ذلك إذا أخذنا برواية سيف من أنها كانت في سنة 13هـ؛ لأن المعركة لن تكون فاصلة، ولن يفكر البيزنطيون بحشد كل قواتهم لمواجهة الجيش الإسلامي قبل أن يشعروا بخطره الذي لا يتضح إلا بعد عدة معارك بين الطرفين، وهو ما حدث بالفعل، ومما يحملنا على تبني هذه الفكرة أن في روايات سيف ما يشير إلى توغل الجيش الإسلامي حتى حمص، انظر: أبو صفية، جاسر: معركة اليرموك دراسة تأريخية ونقدية، مقال في كتاب المؤتمر الدولي الرابع لتاريخ بلاد الشام المجلد الثالث عام 1987م، الشامي، أحمد: الخلفاء الراشدون ص221-223، كمال: ص509-511، سويد: هامش رقم "1" ص280، 281.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست