responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 189
مما كفل له النصر، وقتل مهران في المعركة، وتشتت جيشه، وفر أفراده في فوضى واضطراب، فطاردهم المسلمون مدة يومين حتى السيب، وهو موضع على نهر دجلة، وسمى المسلمون معركة البويب التي حصلت في "شهر رمضان 13هـ/ شهر تشرين الثاني 634م" يوم الأعشار؛ لأنهم أحصوا مائة رجل قتل كل منهم عشرة في المعركة[1].
تعقيب على معركة البويب 2:
- يعد انتصار المسلمين في البويت ردًا على خسارتهم في معركة الجسر، ولا شك بأن الفرس أخطأوا حين ظنوا أن بإمكانهم تكرار ما حصل قبل شهر، فإذا بهم يفجعون بفقدان الآلاف من فرسانهم.
- استطاع المثنى أن يتجنب ما ارتكب من أخطاء في معركة الجسر، وأن يحول دون اتخاذا لفرس لهذا الانتصار نقطة تحول في سير العمليات العسكرية لصالحهم، بل إنه جعل من ذلك الانتصار الفارسي حدثًا عرضيًا مر وانتهى، وزال أثره.
- أثبت المثنى أنه جندي محترف، وقائد عسكري على درجة عالية من الكفاءة والفروسية، فقد اختار أرض المعركة، وكانت محصورة بين الفرات والبويب، وهي تصلح لنصب الكمائن للعدو، ثم وضع الخطط المناسبة لهذه الأرض بحيث يتسنى للقوات القليلة العدد أن تكون فاعلة، وتفقد الأكثرية العددية فاعليتها، وذلك من واقع سعة خط المواجهة المحدود الذي سوف يسمح بتواجد أعداد متكافئة من الطرفين، في حين تظل الكثرة العددية خلف هذا الخط دون فاعليه، بل إنها تصبح عبئًا على جيشها، ويعد وجودها خرقًا لمبدأ الاقتصاد في القرى، كما يعد تعريضها للخطر خرقًا لمبدأ الأمن، ويكون النصر في هذه الحالة إلى جانب التدريب الأعلى، والمهارة القتالية في الميدان، وقد كان ذلك للمسلمين على الفرس، يضاف إلى ذلك، فقد ارتكب مهران خطأ عسكريًا آخر حين أغفل حراسة الجسر الذي كان يمثل خط الرجعة الوحيد له، ولعله كان واثقًا من قدرته على الانتصار.
- خاض المسلمون معركة البويب بروح معنوية مرتفعة، حتى كان لكل قبيلة موقفها الذي تتحدث عنه بعد المعركة وتفاخر به، وعندما خطب المثنى بالمسلمين يحثهم على الحرب تجنب الحديث عن يوم الجسر، أو التذكير به، ولا شك بأنه كان حريصًا، وهو على أبواب معركة كبرى أن لا يذكر لهم الهزيمة.

[1] البلاذري: ص254، 255، الطبري: ج3 ص465-471.
2 انظر: كمال: ص442-448.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست