اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل الجزء : 1 صفحة : 131
الفصل الخامس: الفتوح في عهد أبي بكر فتوح العراق:
تمهيد: ترتبط البدايات الأولى لفتح العراق بانتهاء حروب الردة، فقد وجد المسلمون أنفسهم على حدود هذا البلد، حيث طارد المثنى بن حارثة الشيباني فلول المرتدين حتى دخل جنوبي العراق، فاستأذن أبا بكر في غزوه، وطلب منه أن يؤمره على قومه ليقاتل بهم الفرس، فكان له ما أراد[1]، ويذكر أنه حدث في مطلع القرن السابع الميلادي، ما جعل العراق أرضًا ممهدة، ومهيأة للعمليات العسكرية، فقد تدهورت العلاقات بين الفرس، وبين عرب العراق لا سيما قبيلة بكر بن وائل التي ينتسب إليها المثنى، وفي الحديث عن فتوح العراق نقرأ في روايات المصادر ما يفيد بأن كلا من المثنى، وخالد بن الوليد، كان حريصًا على أن يبدأ بفتح المناطق التي تنزلها قبائل عربية.
حشد المثنى جيشًا من قومه، وراح يغير على أسفل العراق، على نواحي كسكر[2] تارة، وعلى أسفل الفرات تارة أخرى، وبعد عدة عمليات ناجحة تبين له خلو المنطقة من مقاومة جدية.
لفت هذا النجاح المبدئي نظر أبا بكر، وأدرك الوضع المتهاوي الذي تتخبط فيه دولة الفرس، وأنه حان الوقت لغزو أراضيها، وضمها إلى الدولة الإسلامية، فوضح خطة عسكرية تقضي بفتح كافة البلدات ابتداء من الأبلة في الجنوب حتى المصيخ[3] في الشمال في خط مواز لشهر الفرات، وتطهير منطقة غربي الشهر من القوات [1] البلاذري: فتوح البلدان ص242. [2] كسكر: كورة واسعة بين الكوفة والبصرة، الحموي: ج4 ص461. [3] المصيخ: بين حوران، والقلت على حدود الشام مما يلي العراق، المصدر نفسه: ج5 ص144، 145.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل الجزء : 1 صفحة : 131