responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 105
استؤنفت العمليات العسكرية في عام 539م، كان النصر فيها حليف الفرس. فتقدم كسرى الأول باتجاه بلاد الشام، واستولى على دارا والرها، ومنبج[1] وقنسرين وحلب، وأنطاكية التي نقل سكانها إلى أرض السواد، وسيطر في العام التالي على حمص، وأفامية[2] ومدن كثيرة مجاورة، وبلغ في تقدمه ساحل البحر المتوسط، ولما حاول أن يشق طريقه شمالًا إلى البحر الأسود اعترضته قبائل اللازيين، والقوقازيين الذين يدينون بالطاعة لبيزنطية، فهزمهم واستولى على معاقلهم[3].
نتيجة هذا التوسع الفارسي على الأرض، خشي جستنيان مغبة الأمر، وعمد إلى الحصول على هدنة، فطلب كسرى الأول مبلغًا كبيرًا من المال، وأتاوة سنوية، وأجرة حراسة ممرات القوقاز من هجمات البرابرة.
وفي الوقت الذي كان فيه الإمبراطور البيزنطي يدرس هذه المقترحات شدد كسرى الأول من ضغطه العسكري، ووصل إلى البحر المتوسط مرة أخرى عند سلوقية، واجتاح قلعة المضيق الواقعة شمال غرب حماة، وقنسرين ومنطقة الرها، واجتاز الفرات أكثر من مرة، وهدد مدينة الرها، فدفعت له الجزية، ثم استدار إلى حران[4]، لكنه فشل في اقتحام دارا مرة أخرى، واضطر جستنيان إلى قبول شروط الصلح.
في هذه الأثناء، انتهى القائد بلزاريوس من حربه في إيطاليا، وظن جستنيان أن باستطاعته استرداد ما انتزعه كسرى الأول فحشد جيوشه، وكان من بينهم الفرقة العسكرية العربية في بلاد الشام بقيادة الحارث بن جبلة، ووضع خطة لاجتياح بادية الشام، فهاجم مناطق الفرات في عام 542م، وما إن علم كسرى الأول بذلك حتى تخلى عن جبهة أرمينية، فاجتاز كسرى الأول في عام 544م نهر الفرات مرة أخرى، وضرب حصارًا فاشلًا على الرها، ثم انسحب من المنطقة، ثم تبادل الطرفان السفراء بعد ذلك بهدف تهدئة الوضع، واتفقا في عام 545م على عقد صلح لمدة خمسة

[1] منبج: مدينة كبيرة واسعة ذات خيرات كثيرة، وأرزاق واسعة في فضاء من الأرض، بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ، وبينها وبين حلب عشرة فراسخ، الحموي: ج5 ص206.
[2] أفامية: مدينة حصينة من سواحل الشام، وكورة من كور حمص، المصدر نفسه: ج1 ص227.
[3] Bury, J, B: A History of Later Roman Empire II pp 79- 123.
[4] حران: مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة أقور، وهي قصبة ديار مضر بينها وبين الرها يوم، وبين الرقة يومان، وهي على طريقة الموصل والشام والروم. الحموي: ج2 ص235.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست