responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 330
يقاتلن كرجالهم، والغالب على سلاحهم النشاب، وأكلهم أي لحم وجد، وليس في قتلهم استثناء، ولا إبقاء، يقتلون الرجال والنساء والأطفال، وكان قصدهم إفناء النوع، وإبادة العالم، لا قصد الملك والمال.
وقال غيره: أرض التتار بأطراف بلاد الصين، وهم سكان براري، ومشهورون بالشر والغدر.
وسبب ظهورهم أن إقليم الصين متسع، دوره ستة أشهر، وهو ست ممالك، ولهم ملك حاكم على الممالك الست هو القان الأكبر المقيم بطمغاج، وهو كالخليفة للمسلمين.
وكان سلطان إحدى الممالك الست وهو: دوش خان، قد تزوج بعمة جنكز خان، فحضر زائرًا لعمته، وقد مات زوجها، وكان قد حضر مع جنكز خان كشلوخان، فأعلمتهما أن الملك لم يخلف ولدًا، وأشارت على ابن أخيها أن يقوم مقامه، فقام، وانضم إليه خلق من المغول، ثم سير التقادم إلى القان الأكبر، فاستشاط غيظًا، وأمر بقطع أذناب الخيل التي أهديت، وطردها، وقتل الرسل؛ لكون التتار لم يتقدم لهم سابقة بتملك، وإنما هم بادية الصين، فلما سمع جنكزخان، وصاحبه كشلوخان تحالفا على التعاضد وأظهرا الخلاف للقان، وأتتهما أمم كثيرة من التتار، وعلم القان قوتهم وشرهم فأرسل يؤانسهم ويظهر مع ذلك أن ينذرهم ويهددهم، فلم يغن ذلك شيئًا، ثم قصدهم وقصدوه، فوقع بينهم ملحمة عظيمة، فكسروا القان الأعظم، وملكوا بلاده، واستفحل شرهم، واستمر الملك بين جنكزخان وكشلوخان على المشاركة.
ثم سار إلى بلاد شاقون من نواحي الصين فملكاها، فمات كشلوخان، فقام مقامه ولده، فاستضعفه جنكز خان فوثب وظفر به، واستقل جنكز خان، ودانت له التتار، وانقادت له، واعتقدوا فيه الإلهية، وبالغوا في طاعته.
ثم كان أول خرجوهم في سنة ست وستمائة من بلادهم إلى نواحي الترك وفرغانة، فأرسل خوارزم شاة محمد بن تكش صاحب خراسان الذي أباد الملوك وأخذ الممالك، وعزم على قصد الخليفة، فلم يتهيأ له كما تقدم، فأمر أهل فرغانة والشاش وكاسان وتلك البلاد النزهة العامرة بالجلاء والجفلى إلى سمرقند وغيرها، ثم خربها جميعًا خوفًا من التتار أن يملكوها، لعلمه أنه لا طاقة لهم به.
ثم صارت التتار يتخطفون وينتقلون إلى سنة خمس عشرة، فأرسل فيها جنكزخان إلى السلطان خوارزم شاه رسلًا وهدايا، وقال الرسول: القان الأعظم يسلم عليك ويقولك لك: ليس يخفى علي عظم شأنك، وما بلغت من سطانك ونفوذ حكمك على الأقاليم، وأنا أرى مسالمتك من جملة الواجبات، وأنت عندي مثل أعز أولادي، وغير خافٍ أنني تملكت الصين، وأنت أخبر الناس ببلادي وأنها مثارات العساكر والخيول، ومعادن الذهب والفضة، وفيها كفاية عن غيرها، فإن رأيت أن تقعد بيننا المودة، وتأمر التجار بالسفر لتعلم المصلحتين فعلت، فأجابه خوارزم شاه إلى ملتمسه، وبشر جنكزخان بذلك، واستمر الحال

اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست