responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 188
على هذه الأمة من فرعون لقومه"[1].
وقال ابن فضل الله في المسالك: الوليد بن يزيد، الجبار العنيد، لقبًا ما عداه، ولقمًا سلكه فما هداه، فرعون ذلك العصر الذاهب، والدهر المملوء بالمعائب، يأتي يوم القيامة يقدم قومه فيوردهم النار، ويرديهم العار، وبئس الورد المورود، والمورد المردي في ذلك الموقف المشهود، رشق المصحف بالسهام، وفسق ولم يخفف الآثام.
وأخرج الصولي عن سعيد بن سليم قال: أنشد ابن ميادة الوليد بن يزيد شعره الذي يقول فيه:
فضلتم قريشًا، غير آل محمد ... وغير بني مروان أهل الفضائل
فقال له الوليد: أراك قد قدمت علينا آل محمد، فقال ابن ميادة: ما أره يجوز غير ذلك، وابن ميادة هذا هو القائل في الوليد أيضًا من قصيدة طويلة:
هممت بقول صادق أن أقوله ... وإني على رغم العداة لقائله
رأيت الوليد بن اليزيد مباركًا ... شديدًا بأعباء الخلافة كاهله

[1] أخرجه أحمد في المسند "18/1".
يزيد الناقص أبو خالد بن الوليد1
يزيد الناقص، أبو خالد ابن الوليد بن عبد الملك، لقب بالناقص، لكونه نقص الجند من أعطياتهم، ووثب على الخلافة، وقتل ابن عمه الوليد، وتملك.
وأمه شاهفرند بنت فيروز، بن يزدجرد، وأم فيروز بنت شيرويه بن كسرى، وأم شيرويه بنت خاقان ملك الترك، وأم فيرون بنت قيصر عظيم الروم، فلهذا قال يزيد يفتخر:
أنا ابن كسرى، وأبي مروان ... وقيصر جدي، وجدي خاقان
قال الثعالبي: أعرق الناس في الملك والخلافة من طرفيه.
ولما قتل يزيدُ الوليدَ قام خطيبًا فقال: أما بعد، إني والله ما خرجت أشَرًا ولا بطَرًا ولا طمعًا ولا حرصًا على الدنيا ولا رغبة في الملك، وإني لظلوم لنفسي إن لم يرحمني ربي ولكن خرجت غضبًا لله ولدينه، وداعيًا إلى كتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- حين درست معالم الهدى، وطفئ نور أهل التقوى، وظهر الجبار المستحل الحرمة، والراكب البدعة، فلما رأيت ذلك أشفقت إذ غشيكم ظلمة لا تقلع عنكم على كثرة من ذنوبكم وقسوة من قلوبكم، وأشفقت أن يدعو كثيرًا من الناس إلى ما هو عليه فيجيبه، فاستخرت الله في أمري، ودعوت من أجابني من أهلي وأهل ولايتي، فأراح الله منه البلاد والعباد، ولاية من الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أيها الناس، إن لكم عندي إن وليت أموركم ألا أضع لبنة ولا حجرًا على حجر ولا أنقل مالًا من بلد حتى أسد ثغره، وأقسم بين مصالحه ما تقوون به؛ فإن فضل رددته إلى البلد الذي يليه، حتى تستقيم المعيشة وتكونوا فيه سواء، فإن أردتم بيعتي على الذي بذلت

[1] تولى الخلافة 126هـ وحتى 126هـ.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست