وقال ابن جرير في تفسيره، حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة، حدثت عن المهيمن بن عباس بن سهل حدثني أبي عن جدي، قال: رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بني الحكم بن أبي العاص ينزون[1] على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكًا حتى مات، وأنزل الله في ذلك: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاس} [الإسراء: 60] إسناده ضعيف، ولكن له شواهد من حديث عبد الله بن عمر، ويعلى بن مرة، والحسين بن علي، وغيرهم، وقد أوردتها بطرقها في كتاب التفسير والمسند، وأشرت إليها في كتاب أسباب النزول. [1] ينزون: يقال نزوت على الشيء أنزو نزوًا إذا وثبت عليه، والتنزي أيضًا تسرع الإنسان إلى الشر. فصل: في الأحاديث المبشرة بخلافة بني العباس
قال البزار: حدثنا يحيى بن يعلى بن منصور حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فدَيْك عن محمد بن عبد الرحمن العامري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للعباس: "فيكم النبوة والمملكة"[2]. العامري ضعيف، وقد أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة، وابن عدي في الكامل، وابن عساكر من طرق عن ابن أبي فدَيْك.
وقال الترمذي: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ثور بن يزيد عن مكحول عن كريب عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للعباس: "إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك، حتى أدعو لهم بدعوة ينفعك الله بها وولدك"، فغدا وغدونا معه، وألبسنا كساء ثم قال: "اللهم اغفر للعباس ولولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبًا، اللهم احفظه في ولده" [3] هكذا أخرجه الترمذي في جامعه، وزاد رزين العبدري في آخره: "واجعل الخلافة باقية في عقبه" [4].
قلت: هذا الحديث والذي قبله أصلح ما ورد في هذا الباب.
وقال الطبراني: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثنا إسحاق عن إبراهيم بن أبي النضر عن يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت بني مروان يتعاورون[5] على منبري، فساءني ذلك، ورأيت بني العباس يتعاورون على منبري، فسرني ذلك" [6].
وقال أبو نعيم في الحلية: حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا عمر بن الحسن بن علي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبيد، حدثنا محمد بن صالح العدوي، حدثنا ابن جعفر التميمي، [2] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة "517/6"، وابن عساكر في تاريخه "246/7". [3] أخرجه الترمذي "3762/5" وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. [4] باقية في عقبه: العقب: مؤخر القدم، انظر: القاموس المحيط "110/1" عقب. [5] يتعاورون: أي يختلفون ويتناوبون كلما مضى واحد خلفه آخر، وفيه الحديث المذكور. [6] أخرجه الطبراني في الكبير "1425/2".