اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 152
أن الخلافة فيهم، قال: كذب بنو الزرقاء، بل هم ملوك من أشر الملوك، وأول الملوك: معاوية.
وأخرج البيهقي وابن عساكر عن إبراهيم بن سويد الأرمني، قال: قلت لأحمد بن حنبل: من الخلفاء؟ قال: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي قلت: فمعاوية؟ قال: لم يكن أحق بالخلافة في زمان علي من علي.
وأخرج السلفي في الطيوريات عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن علي ومعاوية، فقال: اعلم أن عليًّا كان كثير الأعداء، ففتش له أعداؤه عيبًا فلم يجدوا فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيادًا منهم له.
وأخرج ابن عساكر عن الملك بن عمير قال: قدم جارية بن قدامة السعدي على معاوية، فقال: من أنت؟ قال: جارية بن قدامة، قال: وما عسيت أن تكون؟ هل أنت إلا نحلة؟ قال: لا تقل فقد شبهتني بها حامية اللسعة، حلوة البصاق، والله ما معاوية إلا كلبة تعاوي الكلاب وما أمية إلا تصغير أمة.
وأخرج عن الفضل بن سويد قال: وفد جارية بن قدامة على معاوية، فقال له معاوية: أنت الساعي مع علي بن أبي طالب، والموقد النار في شعلك تجوس قرى عربية[1] تسفك دماءهم؟ قال جارية: يا معاوية دع عنك عليًّا فما أبغضنا عليًّا منذ أحببناه، ولا غششناه منذ صحبناه، قال: ويحك يا جارية، ما كان أهونك على أهلك إذ سموك جارية، قال: أنت يا معاوية كنت أهون على أهلك إذ سموك معاوية، قال: لا أم لك، قال: أما ما ولدتني، وإن قوائم السيوف التي لقينانك بها بصفين في أيدينا، قال: إنك لتهددني، قال: إنك لم تملكنا قسرة، ولم تفتحنا عنوة، ولكن أعطيتنا عهودًا ومواثيق، فإن وفيت لنا وفينا، وإن ترغب إلى غير ذلك فقد تركنا وراءنا رجلًا مدادًا وأذرعًا شدادًا، وأسنة حدادًا فإن بسطت إلينا فترًا من غدر، زلفنا إليك بباع من ختر[2]، قال معاوية: لا أكثر الله في الناس أمثالك.
وأخرج عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الصحابي أنه دخل على معاوية فقال له معاوية: ألست من قتلة عثمان؟ قال: لا، ولكني ممن حضره فلم ينصره، قال: وما منعك من نصره؟ قال: لم تنصره المهاجرون والأنصار، فقال معاوية: أما لقد كان حقه واجبًا عليهم أن ينصروه، قال: ما منعك يا أمير المؤمنين من نصره ومعك أهل الشام؟ فقال معاوية: أما طلبي بدمه نصرة له؟ فضحك أبو الطفيل ثم قال: أنت وعثمان كما قال الشعر:
لا ألفينك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادا
وقال الشعبي: أول من خطب الناس قاعدًا معاوية: وذلك حين كثر شحمه وعظم بطنه.
أخرجه ابن أبي شيبة. [1] تتخلل فتطلب ما فيها كما يجوس الرجل الأخبار أي: يطلبها وفيه: {فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَار} . [2] هو الغدر يقال: ختر يختر فهو خاتر وختار للمبالغة. النهاية في غريب الحديث "9/2".
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 152