اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 128
وقلت: اللهم، خذ مني لعثمان حتى ترضي[1].
وأخرج ابن عساكر عن أبي خلدة الحنفي قال: سمعت عليًّا يقول: إن بني أمية يزعمون أني قتلت عثمان، ولا والله الذي لا إله إلا هو ما قتلت ولا مالأت، ولقد نهيت فعصوني.
وأخرج عن سمرة قال: إن الإسلام كان في حصن حصين، وإنهم ثلموا في الإسلام ثلمة بقتلهم عثمان لا تسد إلى يوم القيامة، وإن أهل المدينة كانت فيهم الخلافة فأخرجوها ولم تعد فيهم.
وأخرج عن محمد بن سيرين قال: لم تفقد الخيل البلق[2] في المغازي والجيوش حتى قتل عثمان، ولم يختلف في الأهلة حتى قتل عثمان، ولم تر هذه الحمرة التي في آفاق السماء حتى قتل الحسين.
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن حميد بن هلال قال: كان عبد الله بن سلام يدخل على محاصري عثمان فيقول: لا تقتلوه، فوالله لا يقتله رجل منكم إلا لقى الله أجذم لا يد له، وإن سيف الله لم يزل مغمودًا، وإنكم والله إن قتلتموه ليسلنَّه الله، ثم لا يغمده عنكم أبدًا، وماقتل نبي قط إلا قتل به سبعون ألفًا، ولا خليفة إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفًا قبل أن يجتمعوا.
وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن مهدي قال: خصلتان لعثمان ليستا لأبي بكر ولا لعمر رضي الله عنهما: صبره على نفسه حتى قتل، وجمعه الناس على المصحف.
وأخرج الحاكم[3] عن الشعبي قال: ما سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك حيث قال:
فكف يديه ثم أغلق بابه ... وأيقن أن الله ليس بغافل
وقال لأهل الدار لا تقتلوهم ... عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل
فكيف رأيت الله صب عليهم ... العداوة والبغضاء بعد التواصل؟
وكيف رأيت الخير أدبر بعده ... عن الناس إدبار الرياح الجوافل؟
فصل
أخرج ابن سعد عن موسى بن طلحة قال: رأيت عثمان يخرج يوم الجمعة وعليه ثوبان أصفران فيجلس على المنبر، فيؤذن المؤذن، وهو يتحدث يسأل الناس عن أسعارهم، وعن مرضاهم.
وأخرج عن عبد الله الرومي قال: كان عثمان يلي وضوء الليل بنفسه، فقيل له: لو [1] أخرجه الحاكم في المستدرك "95/3"، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. [2] بالتحريك: سواد وبياض كالبلقة بالضم وارتفاع التحجيل. القاموس المحيط "222/3". [3] أخرجه الحاكم في المستدرك "105/3".
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 128